
“حوت ياكل حوت وقليل الجهد يموت”…فتحي الجموسي.
يتوهم العديد منا بأن الحق يعلو ولا يعلا عليه و أنه ما ضاع حق وراءه طالب وأن هذا الكون يسير وفق قواعد الحق المنتصر دائما على الباطل المنهزم أبدا.
و يتوهم العديد منا أيضا أن هذا العالم يسيره الانسان وفق قواعده الانسانية و الثقافية التي تغلب بها على الحيوان وغير بها قوانين الطبيعة و الغرائز الفطرية المتأصلة لدى الانسان والحيوان.كما يتوهم العديد منا أيضا أن دول ما يسمى موطن الحرية والديمقراطية هي الامم المدافعة عن العدل والعدالة والقيم الانسانية.في الحقيقة كل هته الأقوال هي مجرد أوهام، فقانون الطبيعة لا يزال ساريا على الانسان و الحيوان وعلى الكون بأسره وقواعد هذا القانون يمكن تلخيصها في نظرية الانتقاء الطبيعي ” البقاء للأقوى و للأصلح” أو حسب مثلنا الشعبي “حوت ياكل حوت وقليل الجهد يموت”.
أما القيم الانسانية مثل العدل و العدالة و المساواة فقد تكون سارية و الى حد ما في علاقة الشخص بشخص آخر لكن يستحيل أن تكون سارية بين دولة ودولة أخرى أو بين حضارة وحضارة أخرى.هته القيم الانسانية تستعملها و توظفها الدول القوية ضد دول وشعوب أخرى اقل قوة منها لتبرير شناعات و اعتداءات تفرضها قوانين الطبيعة ولمحاولة شيطنة ضحيتها.وكما قال كارل ماركس “الطبقة المسيطرة هي من تحدد الخير و الشر…”
ولا ادل على ذلك من كون الدول الاكثر حرية وديمقراطية هي أبعدها عن العدل والعدالة والقيم الانسانية، فحريتهم مستمدة من استعبادنا و حياتهم ترتوي من دمائنا و ثروتهم مصدرها سرقة ثرواتنا وتطور علمهم سببه تضخم جهلنا وذكائهم من غبائنا.من الصعب جدا ان ينتصر غبائنا الطبيعي على ذكائهم الاصطناعي فأن اردنا يوما أن ننتصر عليهم أو على الأقل أن نصبح في حجم قوتهم فلا يكفي أن نكون أصحاب حق بل علينا ان نؤمن بقوانين الطبيعة ونعمل بها بأن نصبح الأقوى و الأصلح لا بالتمني والحماسة وبالصلاة والدعاء بل بالعلم و العمل.ولكم سديد النظر