داء الكحّة هو الجعالة والاكرامية وافرح بيه وعاون خوك وأقرا حسابو…راسم الحبيب
كان السلف يستعملون زيت الزيتون شرابا وتدليكا لعلاج مرض الكحّة. ثمّ ظهرت الشرابات بانواعها، إلى أن توفرت المضادات الحيوية ثمّ اصبحت توصف مع انواع من الكورتيكويد تقليصًا لفترة المرض.
تعلمون جميعا انّ هناك سلالة من داء الكحّة لم يجد لها أهل الاختصاص دواءًا، حتى أصبحت تُكنَّى أحد الوزارات بوزارة الكحّة، وادارة الكحّة، ومصلحّة الكحّة. أمّا الاشخاص فحدث عنهم دون حرج، لأن تكرار عادة الكحّة يصبح سلوكًا…
بفضل داء الكحّة امتلكوا العقارات والسيّارات ومكّنوا ابنائهم من الدراسة في الجامعات الاجنبية، ويعتبرون الكحّة تكملة لأجورهم لأنّ الأجر العمومي ضعيف.
وجاء شهر رمضان، وامتلأت المساجد بالمصلين والذاكرين حتى اصبح العديد منهم يصلّي في الشارع، وكثرت وتعددت موائد الافطار المجانية للمحتاجين والمساكين، وكثر الذكر والدعاء في وسائل الاعلام وصفدت الشياطين.إلا انّ شياطين الانس لم تصفد، وتفشت الكحّة أكثر من قبل بسبب ” الدنيا شعلت والواحد يجري ما يخلط ”.والمؤسف في هذا الامر انّ العديد من اصحاب الشركات والمصانع والاعمال يجدون أنفسهم مشاركين مباشرة او دونها في تفشّي داء الكحّة ومجبرون عليه لتصريف اعمالهم النظيفة السويّة والتي لا شبهة فيها، حتى أصبحت الكحّة أمر عادي يأخذ بعين الاعتبار حتّى في أبسط الاجراءات والمعاملات السليمة اليومية.
وصل الأمر بأحد المرضى وغير مباشرة بتعطيل معاملة تجارية تدرّ آلاف الملايين من العملة الصعبة من أجل بضع دنانير، وآخر يطلب وثائق لم تنص عليها القوانين… على هذا المنوال سيغادر النزهاء من اصحاب الاعمال الخاصة المهنة برمي المنديل… ويُسمّى أيضًا داء الكحّة : جعالة واكرامية لتلطيف الكلمة وافرح به، وعاون خوك ، وأقرا حسابو…
راسم الحبيّب