ذاكرة قلعة… وزمن لا يعود ….Fort Boyard…اشرف المذيوب

ذاكرة قلعة… وزمن لا يعود
كانت هناك قناة واحدة…
France 2 تبث على التلفاز الأرضي
صوتها مشوّش أحيانًا…
لكن صورتها كانت أوضح من كل ما نراه اليوم.
كنا ننتظر لحظة البداية…
يبدأ الشعار، يتسلّل صوت البحر، وتظهر قلعة Fort Boyard كأنها جزيرة من الحلم.
لا إنترنت يُلهينا،
لا هواتف تشغلنا،
ولا قنوات تعبث بعقولنا.
كنا نُشاهد…
بأرواحنا.
كل غرفة من غرف القلعة كانت بوابة لخيالٍ واسع.
كل تحدٍّ كان درسًا في الجرأة.
كل صرخة من داخل الحصن… كانت تهزّنا من الداخل.
لم نكن نعرف أن تلك اللحظات الصغيرة…
هي أجمل ما سنملكه يومًا.
🕰️ اليوم…
ألف قناة،
ألف برنامج،
لكن… لا دهشة.
الزمن تغيّر…
صار كل شيء متاحًا،
إلا ذلك الشعور النادر: أن تنتظر شيئًا بكل قلبك.
لا شيء يشبه انتظارنا لحلقة Fort Boyard.
ولا شيء سيُعيد تلك اللحظة،
حين كنا نجلس بصمت، قلوبنا تسبق الصورة،
ونحلم… دون أن نعرف أننا نحلم.
كثرت البرامج… وقلّ المعنى.
ازدادت الشاشات… وتراجع النور.
أما نحن، فبقينا نحمل في داخلنا طفلاً
يركض داخل القلعة…
ويبحث عن مفتاحٍ، لا يفتح الأبواب،
بل يُفتح الذاكرة.