
رأي في الإعلام: “عندما تتضارب المصالح، يصبح التعليق طالح”… المنجي عطيّة الله
الحقيقة عندما نتابع البرامج الحوارية التلفزية والإذاعية فإننا نبحث عن الاستفادة من التحاليل التي يجود بها علينا المختصون في مختلف القطاعات وكذلك نستأنس بتعاليق الصحفيين والإعلاميين الذين يحتلون منصب ٱلكرونيكور، لما يتمتعون به من ثقافة عالية ودائرة معارف واسعة (أو هكذا يفترض) تجعلهم قادرين على فهم المواضيع والبحث فيها وتفكيكها لتصبح في متناول المتلقي.
البارحة على قناة التاسعة، فوجئت بالكرونيكور لطفي العماري يدافع بشدة على قرار الجامعة العامة للتعليم الثانوي والأساسي حجب الأعداد عن التلاميذ وأوليائهم. كان ذلك عند تضييف رئيسة جمعية متوسطية تعنى بالأطفال للحديث عن مبادرة هيئتها المديرة بتقديم إشعار إلى وكيل الجمهورية لتتبع هذا الهيكل النقابي قضائيا لإساءته للتلاميذ ومعاملتهم كرهائن وتعلل لطفي العماري في الذود عن سلوك النقابة بما هو معناه أن الاتحاد قام بدوره تجاه منظوريه (الأساتذة و المعلمين) وأضاف أنه ٱختار الحل الأنسب ولم يلجأ إلى الإضراب المفتوح.
لطفي لم يكتف بهذا الموقف بل توجه إلى رئيسة الجمعية المدافعة عن الأطفال بخطاب فيه عتاب على تدخل جمعيتها في ما لا يهمها، أو هكذا فهمت.
بحثت في ذاكرتي القصيرة لأجد له عذرا خاصة أنني أحترمه رغم هناته في تقييم عديد الوقائع السياسية والاجتماعية التي عاشتها تونس ولا تزال، وٱصطفافه إلى شق دون آخر بالعاطفة الجياشة دون العقل والمنطق والموضوعية… وفجأة وجدته (المبرر طبعا).
لطفي العماري هو سليل الأسرة التربوية وقد تم تكريمه في شهر فيفري الماضي من قِبَلِ إعدادية معقل الزعيم التي (كان) يدرس بها منذ فترة طويلة، تحت إشراف المكتب النقابي، بمناسبة إحالته على شرف المهنة. وكان هذا التكريم محل جدل في الأوساط التعليمية والفايسبوكية التي ٱعتبرته في غير محله بدعوى أن العماري لم يخصص مسيرته المهنية للتعليم وأن أغلبها قضاها في الإعلام. بعد سيل الانتقادات اللاذعة، تدخلت نقابة التعليم الثانوي بتونس لحمايته بل و الدفاع عنه بشراسة وهكذا “إذا عرف السبب بطل العجب”.