رئيس بلدية صفاقس : ما قمت به في الربض يفتقد للحكمة والمعادلة
شاهدت اليوم ما حصل من فوضى ومن بكاء وعويل وتهديد في منطقة الربض بصفاقس بعد أن تولى رئيس بلدية صفاقس المدينة هدم وإزالة كل المحلات العشوائية لبيع الخضر والغلال بواسطة تراكسات وتحت حماية أمنية وعسكرية كبيرة.
لا شك أن القرار أتخذ لمحاولة تفادي تمركز تجمعات كبيرة من الناس دون أدنى شروط للوقاية من إنتشار العدوى لكن مأساة الفقراء ممن إستهدفهم قرار الهدم والإزالة كانت كبيرة ومؤلمة للغاية.
قبل كل قرار يتخذه المسؤول عليه أولا أن يبحث عن المعادلة الأمثل للتوفيق بين معطيين هامين: بين ضمان عدم إنتشار العدوى وبين ضمان الحد المعيشي الأدنى للفقراء الذين يستهدفهم قراره وذلك عن طريق مفاوضتهم قبل اللجوء إلى أسلوب رامبو RAMBO وإيجاد حل ثان لهم يضمن لهم قوتهم اليومي ويضمن أيضا شروط الصحة والوقاية .
كل إخلال بهته المعادلة أو تغليب معطى على آخر سيتسبب حتما إما في كارثة صحية وبائية أو في إنفجار إجتماعي قد ينقلب إلى أعمال عنف ونهب وفوضى.
المسؤول الذي لا يستأنس في نفسه الكفاءة الضرورية لإيجاد هته المعادلة والإعداد لها مسبقا عليه أن يترك المهمة لغيره قبل أن يتسبب لنا ولنفسه في كارثة.
فتحي الجموسي