راي في المحاكمات السياسية… سارة عبد المقصود

عطفا على تدوينة سي عبداللطيف الفراتي عميدنا فقد توليت تغطية بعض المحاكمات السياسية تحت انظاره في العهد السابق..وكانت جريدة الصباح تتمتع بحيز من الحرية.
اذكر منها ثلاثة لانها ظلت عالقة بذهني
_ محاكمة نقابيي صفاقس اثر احداث جانفي 1978…لم تكن محاكمة انما مهرجانا واحتفالية كبرى بطلتاها زوجة صالح برور وزوجة محمد الدامي وهم جميعا اصيلي قرقنة..زوجة الدامي فطومة نملة مناضلة دستورية زمن الاستعمار عرفت الايقاف والسجن صحبة الشهيدة مجيدة بوليلة وكانتا على علاقة بالزعيم بورقيبة خاصة وانهما اولي النساء اللواتي بعثن شعبا دستورية نسائية.ومراسلات مع بورقيبة دونتها الاعلامية البارزة سيدة القايد في كتاب.
كانت المحاكمة مهرجانا..شعارات..اناشيد ..ميلان شبيه بالرقص…الجو العام سيطر على طبيعة المحاكمة
_ القضية الثانية جماعة قفصة..المحامون مسخرون..دون اهتمام..جل المتهمين مفعول بهم ماعدا 3 او 4..جميعهم يثيرون الشفقة والاحساس بانهم ضحايا..طبيعة عملهم في ليبيا..نادل في مقهى..عامل نجارة..عامل في ورشة.الخ..عنداستنطاق البعض منهم يسبقه البكاء..اتذكر احدهم اصيل الساحل ينحب ويقول لا اعرف كيف وقعت..طلب مني التدريب فقبلت ثم وجدت نفسي في قفصة
احدهم اصيل صفاقس سأله القاضي لماذا تحمل اسما حركيا ” بوليزاريو ” قال لا أعرف انما تمت دعوتي للتدريب وقالوا باني سريعا في الجري واجيد الاختباء فأطلقوا علي هذه التسمية وكان يبكي ويطلب الصفح
اثناء المحاكمة طلب من الصحفيين مغادرة القاعة في احدى الجلسات ثم تسربت معلومات تعلقت بتورط الجزائر مع ليبيا
ثالث محاكمة تعلقت بالاسلاميين قبل 7 نوفمبر وكان حضور المحامين كبيرا…وحضور بعض الاقارب..كل النساء محجبات ماعدا واحدة انيقة..عصرية غير مختلطة بالمجموعة وقيل لي انها صفاقسية وزوجها مورط في تمويل الحركة.
كان بعض المتهمين ” رقع” في الرد عند الاستنطاق لاسيما احدهم من بنزرت الذي يجيب بطرح تساؤل وبتهكم كامل.
كان آخر المستنطقين راشد الغنوشي الذي بنا دفاعه على نفسه بأنه شهيد المسجد ويعيد هذه الجملة ويكررها وكأنه يحاكم من اجل المسجد.
تولت جريدة الصباح النشر بدون صنصرة.وتم منع نشر استنطاق راشد الغنوشي