زهير بن حمد يكتب عن قيدومة الإذاعة بصفاقس السيّدة القايد

زهير بن حمد يكتب عن قيدومة الإذاعة بصفاقس السيّدة القايد

16 افريل، 11:00


رغم متاعب السنين، حرصت مدام السيدة القايد على حضور جلسة جمعية قدماء الإذاعة والتلفزة التونسية التي تمّت في رحاب إذاعة صفاقس يوم 14 مارس 2023 ، أي قبل شهر بالتحديد، كأنها بحرصها على لقاء الزملاء والزميلات، قدماء ومباشرين، تأبى إلا أن تواصل مسيرتها الطويلة العجيبة، مسيرة بدأتها قبل أكثر من ستة عقود ، مناضلة سياسية واجتماعية وإعلامية وناشطة في الحقل الثقافي، ممّا يفيض الحديث فيه عن جنبات ملمح سريع كهذا.
جاءت مدام قايد ومعها هدية للجمعية تتمثل في كتاب ٱخر صدر لها عن الفنان محمد الجموسي، هي رفيقة دربه مثلما تقول عن نفسها. الكتاب وعنوانه” ذكريات الفنان محمد الجموسي بين الشفوي والمخطوط 1910- 1982″ صدر في 2016 ويقع في 568 صفحة كاملة، وفيه يتحدّث الجموسي عن نفسه وتتحدّث مدام السيدة عنه، توثّق لحياته، الشخصية والعائلية والفنية، من مولده حتى رحيله يوم 2 جانفي 1982 ، ومن فرط وفائها لسي محمّد بعثت كما هو معلوم جمعية تحمل اسمه لا تزال قائمة ناشطة إلى اليوم هي ” جمعية محمّد الجمّوسي للموسيقى والفنون”.
وفضلا عن مسيرة صاحب الرّوائع الخالدة، ريحة لبلاد، الرّبيع، يا قادم لينا، كفاليارو، وينك يا غالي…، أصدرت السيدة الدّو مدام قايد لاحقا، كتبا أخرى كثيرة منها ” منارات الفجر ” وهو عبارة عن سير ذاتية وملامح وشهادات لعدد كبير من النساء التونسيات ممّن تميزن بحضورهن الاجتماعي والسياسي في الفترة 1956/1900، ونخالها إحداهن.
لها من بين مؤلفاتها كتاب ٱخر عن الزعيم الشهيد الهادي شاكر الذي حصل لها أن أخذت الكلمة في أحد اجتماعاته بصفاقس، وحصل لها شيء مماثل مع الزعيمين حشاد وبورقيبة عندما انخرطت على حداثة سنها في حركة المقاومة الوطنية، إلى جانب رفيقة دربها الأخرى المناضلة مجيدة البقلوطي بوليلة، فكان زمن الاجتماعات والمظاهرات والمناشير السرية، ولعبة الكرّ والفر مع المستعمر وبوليسه و” جادرميته “.
ابنة لبلاد العربي والربط وعين فلاة، الحائزة على شهادة ختم القرآن وابنة الفرع الزيتوني الذي استحدث للفتيات، واحدة من أقدم نساء الإعلام الإذاعي الجهوي ولعلّها القيدومة بامتياز. كانت هناك في 8 ديسمبر 1961 ضمن كوكبة الروّاد المؤسسين لإذاعة صفاقس. أسهمت في تطوّر مسيرة هذه الإذاعة بحكم موقعها الإداري كرئيسة مصلحة، واشتغلت فيها بشكل خاص على برامج المرأة والأسرة، إنتاجا وتقديما ثم إشرافا، وضربت كذلك بسهم فيما أنجزته وحدة الإنتاج التلفزي من وثائقيات، وظلت موعودة للحركة والنشاط إلى أن تقاعدت وما تقاعدت.
زهير بن حمد

الصورة للزميل عمر بن قيراط

مواضيع ذات صلة