سي رشيد العيادي: رحلة مثيرة بين الكورة والسّبورة..

سي رشيد العيادي: رحلة مثيرة بين الكورة والسّبورة..

4 أكتوبر، 13:00


رفقة طارق بكّور، ذهبت اليوم لملاقاة سي رشيد العيّادي، ندعوه لـ “تحية الوفاء ” التي ينظمها فرع صفاقس لجمعية قدماء الإذاعة والتلفزة التونسية للمعلّق والمسيّر الرياضي الرّائد مختار بكّور، الخميس 12 أكتوبر ، في المركب الرياضي لجمعية اتحاد النقل الرياضي بصفاقس، بالتعاون مع هذه الجمعية ومع إذاعة صفاقس، أين انطلق سي مختار وسي رشيد في السّتينات من القرن الماضي، في رحلة إعلامية مثيرة مع الرياضة وفرقها ومنافساتها وجمهورها.
طبعا في الحالتين، كان لا بدّ للأمور من أن تمرّ عبر رجل تلك المرحلة، المربّي والإذاعي الكبير سي أحمد العشّ. يقول سي رشيد، وقد بدا هادئا كما اعتدناه، إن سي أحمد العش هو الذي منحه فرصة الالتحاق بالإعلام من إحدى بوّاباته الكبيرة العريقة جريدة ” لابراس” في الموسم الرياضي 1967/1968. كانت صفاقس آنذاك تحتفل بفوز نادي سكك الحديد الصفاقس / الرالوي بلقب البطولة وكانت لابراس تبحث لها عن مراسل في عاصمة الجنوب، يتقن اللغة الفرنسية، فكانت الفرصة من نصيب سي رشيد العيادي، هو الذي درس في المدرسة الابتدائية العربية الفرنسية بمركز معلّى، ثم في معهد الذكور بصفاقس وتخرّج معلّما من مدرسة ترشيح المعلمين بتونس ثم ارتقى أستاذا بالمعاهد الثانوية.
قضّى سي رشيد 48 عاما كاملة مراسلا لجريدة لابراس والعارفون بالكرة وبلغة موليير، يعلمون أن مقالاته الوصفية لمقابلات صفاقس كانت تقرأ وتأكل في آن ، سهلة ممتنعة.. كما هي برامجه الرياضية الكثيرة التي أنتجها على موجات إذاعات صفاقس لعقود متتالية.. ولعل مستمعيه يذكرون ” سهرة رياضية” و”لقاءات رياضية” و”منصّة التتويج”.. وربما يذكر من هم أكبر سنا أنه مع سي أحمد العش بدأ معلّقا ناقلا من المهيري وسيكالدي وغيرهما من الملاعب..
لم يحدثنا سي رشيد عن هذا بإطناب، ولا عن تعاونه لسنوات مع ” الأحد الرياضي”، يقدّم الملخّصات ويجري الاستجوابات التلفزيونية. كان فخورا بشكل خاص أن عمل بقسم الأخبار بإذاعة صفاقس محررا وقارئا للأخبار . وقد كان مسؤولا عن نشرة أنباء الصّباح في موعدها الشهير 07.30 لمدة 15 عاما كاملة. وقد حكى لنا كيف انفرد مرة بنشر خبر مقتل رئيسة وزراء الهند أنديرا غاندي على يد أحد حراسها عام 1984 وقد طار هذا الخبر المفاجئ الذي استاقه من استماعه للإذاعات العالمية إلى حدّ قصر قرطاج..
يقول سي رشيد إنهم جعلوا يبحثون عنه ليدققوا معه الخبر الذي أذاع غير أنه كان قد غادر الإذاعة إلى معهد مجيدة بوليلة المجاور وصار بداية من الساعة الثامنة صباحا على ذمّة تلاميذه فكان على مدير إذاعة صفاقس سي قاسم المسدّي آنذاك أن يتصرّف.
على قدر تعلقه بالأخبار والكورة لم يشأ سي رشيد العيادي أن يطلّق المئزر والسّبورة وهو واحد من بين أساتذة اللغة الفرنسية المعمّرين بمعهد مجيدة بوليلة والحقيقة أن الجري الذي لا ينقطع بين قاعات الدرس ومكتب جريدة لابراس والملاعب والإذاعة ، أتعب منه القلب فاستلف له في السنوات القليلة الماضية شيئا من بعض عروق رجليه ليظل النبض وتتواصل الحياة.
نرجو لسي رشيد العيادي دوام الصحة. قال كلاما جميلا في سي مختار بكور وسي أحمد العش وذكر اسم سي منصور مقديش، وسي منصور مقديش رحمه الله من روّاد قسم الرياضة بإذاعة صفاقس وإن لم يعانق المصدح فيما أعلم. عمل سكرتيرا لقسم الرياضة لعقود، متابعا للشأن الرياضي، مساهما في جمع النتائج، مساعدا في الإنتاج. تعرّفت إليه عندما التحقت بإذاعة صفاقس عام 1988، فحصل على الفور ودّ بيننا وحاز مكانة من قلبي.

زهير بن حمد

مواضيع ذات صلة