
صراخ … قصة قصيرة …سالم المتهني
1 جويلية، 14:00
جن الليل، و عادت الهواجس و المخاوف. قال ثامر لزوجته:
-هل نامت؟
-أجل…أرجو أن لا تستيقظ من جديد…
-لم أعد أتحمل هذا الصراخ و الاستيقاظ على صوتها…اليوم ذهبت متهالكا إلى العمل، أوشكت أن أنام على المكتب…
-ماذا نفعل؟ الطبيب قال: إن آلامها تحتاج إلى وقت لتزول…ستتعوًد تدريجيا…مغص البطن يزول بزوال الغازات…
-انتظرنا قدومها بفارغ الصبر، و اليوم يكاد صبرنا ينفد من صراخها…لا أكاد أنام ساعة واحدة…
-ألا ترى أنك بالغت قليلا؟
-ربما…لكني متعب…أريد أن أنام ليلة واحدة دون أن يقطع نومي صراخها .
-اصبر…أظن أنك البارحة استيقظت مرتين فقط.
-يمكن…أنا لست متأكدا…أنا قلق و ذاكرتي أصابها الوهن…ربما…
-ما رأيك أن تنام في غرفة الجلوس؟
-أتظنين أن غرفة الجلوس بعيدة جدا و تمنعني من سماع صوتها؟
-سيكون الصوت أخفت قليلا…
-قليلا!؟ هذا القليل سيحرمني من نومي…
- أغلق الباب، سيساعدك ذلك على منع وصول الصوت أكثر.
- لأجرًب…
انتقل ثامر إلى غرفة الجلوس و أغلق الباب و ذهنه يجول في ألف اتجاه. تمدد على الأريكة و بقي يسترجع حواراته مع زوجته في موضوع ابنته التي تقض مضجعه كل ليلة، مرة قالت له: إنك تبالغ، و مرة قالت: ألا يكون هذا الصوت في دماغك و لا وجود له خارجه، ماذا تقصد؟
أطرد من ذهنه احتمال سخرية زوجته من انزعاجه من صوت ابنته. الأريكة غير مريحة، تقلب أكثر من مرة باحثا عن وضع مريح، لم يمر وقت طويل حتى نهض و اتجه إلى غرفة النوم، تمدد على السرير و همس لزوجته: “الأريكة غير مريحة…آمل ألا تستيقظ..” ، أجابته هامسة: ” إنها تغط في نوم عميق، أنا أطردتها من ذهني، لا أظن أنها ستعود. “
سكت هنيهة ثم همس:” ماذا تقصدين؟”
-أطردها من ذهنك لتنام.
-حسنا…
في الصباح و هو يتهيأ للذهاب إلى الشركة ألقى نظرة إلى مهد وليده المنتظر، فراغه يخزه كالإبر، قطعت عليه زوجته نظراته الحزينة قائلة:
-لا تنس موعدنا مع الطبيب اليوم…
-ماذا سنقول له هذه المرة؟ - ما قلنا في المرات السابقة…اختبارات الحمل دائما سلبية .
تأليف: سالم المتهني( تونس)