صفاقس : أغلب المساحات التجارية الكبرى تعمل بالمثل الشعبي “ما تخرجش الصدقة كان ما تشبع ماليها”
تتواصل رحلة البحث والمعاناة عن الحليب والسكر والأرز في أغلب المساحات التجارية الكبري المنتصبة في مدينة صفاقس.
البعض ينطلق في رحلة البحث هذه مع ساعات الصباح الأولى ، مرابطا أمام الفضاء التجاري علّه يكون سعيد الحظ ، وما إن يفتح الفضاء أبوابه حتى يقابل بالجملة الشهيرة “ماعناش حليب” “الأرز والسكر وفاو البارح” وغيرها من العبارات التى ألفناها وعهدناها ، ويعود إثرها المواطن البسيط بيد فارغة وأخرى لا شيء فيها.
من الغد يعاود المحاولة فتبوء بالفشل ، يحاول تكرارا ومرارا ولكنه في كل مرة يعود خالي الوفاض يجر أذيال الخيبة يفكر ماذا سيقول لأبنائه؟ تخامره حينها عديد السيناريوهات، ربما البقر الحلوب في عطلة أو أن مربي الأبقار هجروا العمل…
المهم سيجد حيلة يخدع بها أبنائه ويقنعهم بعدم وجود حليب في المدينة، أخيرا تذكر رواية بائع الحليب، فجائته الفكرة بائع الحليب قد مات.
في الأثناء وبينما هو يفكر في الحيلة، صرخ بأعلى صوته بائع الحليب لم يمت ، إنه على قيد الحياة ، تذكر أنه شاهد شاحنة الحليب أمام ذاك الفضاء التجاري الذي رابط أمامه ، تذكر أنه شاهد بأم عينه ألاف العلب دخلت إلى باب المغازة ، تسائل أين ذهبت؟ من شربها؟
تحامل المسكين على نفسه وأخذ يبحث عن مصير الحليب الذي أفرغته الشاحنة، فهمس له البعض أن بعض أعوان الفضاء التجاري وزعوه على معارفهم، وأصحاب المقاهي تحصلوا على نصيب ، وإلا كيف نفسر وجود الحليب بكميات كبيرة داخل مقهى رواده يوميا بالمئات، ورب عائلة بسيطة لم يستطع شراء كأس من الحليب؟
كثر الهمس والغمز عن مصير شاحنة الحليب تلك مجهولا، من تحصل عليها ومن أخذها.
وفي إنتظار معرفة مصير الحليب الذي أصبح يذهب هنا وهناك ، إلى متى يتواصل هذا الوضع الذي أتعب المواطنين والمستهلكين؟
أسامة