
صفاقس : إلى متى ستبقى المشاريع العملاقة فقط من نصيب العاصمة؟
يبدو أن العاصمة عندنا ليست فقط عاصمة البلاد، بل هي أيضًا عاصمة المشاريع الكبرى: المترو يحبو، الجسور تطلع، الأنفاق تنشقّ، الساحات العامة تتهيأ .. وحتى الهواء في العاصمة يبدو وكأنه مُعقّم بمشاريع جديدة كل أسبوع وآخرها تهيأة ساحة برشلونة التي خرجت علينا بحلتها الجديدة وأضوائها اللامعة فهنيئا لأهلها بها وهنيئا لهم بجمالها.
أما في باقي الولايات، فالوضع مختلف… المشاريع هناك عندها طابع خاص:
فالمشروع يبدأ باحتفال رسمي كبير، صور وكاميرات وخطابات رنانة.
ثم يدخل في سبات شتوي طويل… ثم ربيعي… ثم صيفي… وفي النهاية يتحول إلى مَعلَم تاريخي حديث يزوره المواطنون للتبرّك بوعود المسؤولين.
في العاصمة، الطريق السيّارة تربط الأحياء ببعضها في دقائق، أمّا في بعض الولايات فالطرقات تربطك بأقرب حُفرة في ثوانٍ معدودة.
في العاصمة، هناك جسور لتفادي الاكتظاظ، أمّا في الداخل، فهناك اكتظاظ يبحث عن جسر منذ 20 سنة ومازالت الدراسات “جارية”.
باختصار، المواطن في العاصمة يتنقّل بين المشاريع، بينما المواطن في باقي الجهات يتنقّل بين الأخبار: المشروع قادم… الشروع في دراسة المشروع … المشروع على الورق… المشروع في الذاكرة الجماعية إلخ إلخ …
وطابة طابة طابة والعام الجاي تجينا صابة
بقلم إلياس القرقوري
إعلامي وكاتب صحفي