صفاقس مقترح لتحويل الكاتدرائية الكاثوليكية إلى متحف تراثي وسياحي.

صفاقس مقترح لتحويل الكاتدرائية الكاثوليكية إلى متحف تراثي وسياحي.

23 ماي، 15:31


إلى من يهمه الأمر من سلطات محلية، مهتمين بالشأن الثقافي، وفاعلين في المجتمع المدني:
صفاقس، هذه المدينة العريقة، التي تشهد جدرانها وأزقتها وفضاءاتها على تعاقب الحضارات وثراء الذاكرة الجماعية، تستحق اليوم مشروعًا ثقافيًا حيًّا يعيد لها بريقها، ويكرّس مكانتها على الخارطة الوطنية والدولية كوجهة سياحية وتراثية بامتياز.
من هذا المنطلق، نقترح مشروعًا ملموسًا يتمثل في تحويل الكاتدرائية الكاثوليكية بصفاقس – هذا المعلم التاريخي المهمل – إلى متحف ثقافي سياحي وتراثي يعكس ذاكرة المدينة ومحيطها، ويجعل من هذا الفضاء نقطة إشعاع ثقافي وفني وحضاري.
أهداف المشروع:
إعادة إحياء الكاتدرائية المهجورة وتحويلها إلى مركز ثقافي نابض بالحياة.
تجسيد الذاكرة المعمارية والمعنوية لصفاقس في فضاء واحد يعرض تنوع وغنى المدينة عبر العصور.
جذب السياحة الثقافية من داخل وخارج البلاد من خلال فضاء يقدم تجربة غامرة وغنية.
مكونات المتحف المقترح:
معرض تراثي ملموس: يحتوي على قطع أثرية حيّة يتم جلبها من المدينة العتيقة، مثل النقوش الإسلامية والتحف الفنية التقليدية.
فضاء للفسيفساء: عرض لمجموعة مختارة من الرسومات الفسيفسائية، خصوصًا تلك المكتشفة في منطقة طينة.
رواق زمني: يُنظَّم حسب تعاقب الحقب التاريخية، من الحضارة البربرية، إلى الرومانية، الإسلامية، والعثمانية، وصولًا إلى الحقبة المعاصرة.
فضاء سمعي بصري: لتقديم عروض وثائقية تحكي قصة صفاقس وأحوازها.
أجنحة مخصصة للتراث المعنوي: تشمل الفنون، الأهازيج، اللباس التقليدي، الحرف اليدوية، وعادات وتقاليد الجهة.
الأثر المنتظر:
تحويل صفاقس إلى قبلة سياحية ثقافية.
المساهمة في تنشيط الدورة الاقتصادية للمدينة عبر خلق فرص عمل جديدة وتحفيز المبادرة الخاصة.
ضمان حفظ وتثمين الذاكرة الجماعية لصفاقس لأبنائنا وأحفادنا.
بعث روح جديدة في قلب المدينة عبر إعادة استغلال معلم تاريخي مهمل.
نداء إلى أصحاب القرار:
نرفع هذا المقترح إلى جميع الجهات المعنية، من بلدية صفاقس، إلى وزارة الثقافة، والمعهد الوطني للتراث، والفاعلين في المجتمع المدني، وندعو إلى:
وضع استراتيجية شاملة لإعادة تهيئة المعلم.
إجراء دراسات جدوى من النواحي الاقتصادية، اللوجستية، والمادية.
تعبئة الموارد والدعم اللازم عبر الشراكات المحلية والدولية.
صفاقس تستحق أن تعود إلى مكانتها كعاصمة للثقافة والتراث، وهذا المشروع يمكن أن يكون اللبنة الأولى في هذا المسار. فلنحمل معًا مسؤولية حفظ ذاكرتنا، وتمريرها حية للأجيال القادمة.

جمال الشرفي

مواضيع ذات صلة