صفاقس : نقص فادح في صيدليات الليل أسفر عنه اكتظاظ كبير على اقتناء الدواء ليلا
الاعتقاد السائد لدى الجميع أن صفاقس، مدينة يطيب فيها العيش لما تتوفر عليه من إمكانات تحسد عليها، خاصة في مجال الصحة.
وفات هؤلاء أن عاصمة الجنوب ليست كما يعتقدون، حيث كانت ومازالت مدينة منكوبة تغيب فيها أبسط ضرورات العيش. ولعل العدد المحدود لصيدليات الليل خير دليل، فبالرغم من الكثافة السكانية التى تعيشها المدينة إلا أن صيدليات الليل تعد على أصابع اليد الواحدة، بل إنها بالكاد توجد.
هذا النقص الحاصل جعل المواطن يجد نفسه بين مطرقة المرض ومعاناة أعباء التنقل ورحلة البحث عن صيدلية ناهيك عن الاكتظاظ.
أمام هذا النقص الحاصل والمعاناة التي يجدها المواطن ورحلة بحثه المتواصلة عن علبة دواء، أصبحت الدعوة ملحة للزيادة في عدد الصيدليات الليلية، بل إنها ضرورة حتمية على اعتبار أن مدينة صفاقس تشهد توسعا عمرانيا وازديادا سكانيا مع وجود جالية إفريقية كبيرة خاصة في الطرقات التي تعج بآلاف السكان وليس فيها صيدلية ليل واحدة مثل طريق الافران وسيدي منصور وثنايا أخرى عديدة.
تنظيم ممارسة المهن الصيدلية :
قانون 3 أوت 1973 يهدف الى اتخاذ بعض التدابير تكون أكثر تلاؤما مع ما يتطلبه التطور اليومي لمهنة الصيدلة ومنها خاصة تحقيق توزيع جغرافي لصيدليات البيع بالتفصيل حسب الحاجات الحقيقة للسكان.
إضافة إلى تعرضه إلى مسألة التوزيع الجغرافي للصيدليات حيث أصبح يتعين ضبط عدد رخص الصيدليات البيع بالتفصيل بنسبة صيدلية لكل مجموعة 5000 ساكن وصيدلية ليلية واحدة لكل 60000 ساكن، مع احترام مسافة لا تقل عن 200 متر بين صيدلية وأخرى.
وهو ما يجعلنا نتساءل عن مدى احترام هذا القانون لمدينة في حجم صفاقس بالكاد تحصل فيها عن صيدلية ليل ؟ ومتى تقع إعادة النظر في هذا القانون المنظم للمهن الصيدلية بصفة جذرية خاصة أن عدد المتحصلين على شهادة الصيدلة بالآلاف وينتظرون دورهم منذ سنوات طويلة ؟
أسامة بن رقيقة




