عيد الأضحى في غزة : اللهم أطعمهم من جوع و آمنهم من خوف…بقلم لبنى حمودة
لبيك اللهم لبيك, لبيك لا شريك لك لبيك, إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك,هوالعيد يطرق أبوابنا هذا العام وغزة الجريحة تنزف, هوالعيد يطرق أبوابنا وسكان القطاع في كرب شديد, حرب لم يسجل التاريخ أشرس منها, حرب تهدم فيها المشافي, وتقصف سيارات الإسعاف لمنع إنقاذ الجرحى, وعدو كلما أراق دماء ما اكتفى وازداد وحشية والمجاز لا تتوقف آخرها مجزرة النصيرات التي ذهب ضحيتها 274 شهيد مقابل إنقاذ 4 أسرى.
شعب أعزل يعيش كل أصناف العذاب من قتل وقصف وحرق وتشريد وتجويع وهو أخطر أنواع الأسلحة وأشدها فتكا على الإطلاق خاصة على الأطفال, فحسب الدكتور تيدروس أدهانوم جيبرييسوس المدير العام لمنظمة الصحة العالمية, فإن 8000 آلاف طفل تم تشخيصهم وعلاجهم من سوء التغذية الحاد من بينهم 1600 طفلا يعانون سوء التغذية الحاد الشديد, كما أفادت بعض المصادر الطبية أن الأطفال والخدج في غزة يموتون جراء انعدام الحليب العلاجي المناسب لحالاتهم الصحية, كما تشير آخر إحصائيات في غزة إلى وفاة 40 شخصا جراء سوء التغذية والجفاف.
يقول الله عزوجل في كتابه العزيز :”إنما المؤمنون إخوة”أين العالم الإسلامي من هذه الآية العظيمة وسكان قطاع غزة يواجهون أشرس ترسانة عسكرية؟أين العالم الإسلامي وسكان القطاع يتعرضون للإبادة الجماعية؟ أين هم والأطفال في غزة يموتون جوعا وعطشا؟ لقد كانوا في فصل الشتاء يقتاتون من أوراق الشجروبعض الأنواع من الأعشاب, ويشربون من ماء المطر, لكنهم اليوم يواجهون حرارة الصيف فلا أعشاب ولا مطر, يستغيثون يوميا من حرارة الخيام والجوع وشدة العطش اليوم يواجهون فصلا جديدا من أطياف العذاب اسمه الحرور والهجير, مما جعل بعضهم يثبت الخيام على شاطئ البحرويا ليتهم سلموا فالقصف يلاحقهم أينما حلوا.
أين العالم الإسلامي من حرب الإبادة في غزة؟ فنحن لم نعد نسمع حتى ضجيج الاستنكار والشجب كما كنا نسمع من قبل, أين جامعة الدول العربية؟ أين منظمة التعاون الإسلامي التي غيرت اسمها وشعارها وبقيت دارلقمان على حالها؟ لماذا لا تنقذ ما تبقى من غزة؟ لماذا بياناتها تشعرنا بالمرارة؟ لماذا تلتزم الصمت أمام التصعيد الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة؟ لماذا لا تفعل شيئا ومسرى الرسول يدنس؟
إن ما يحدث في فلسطين اليوم سابقة في تاريخ البشرية, إن ما يحدث في القطاع لا يمكن السكوت عليه, والتعامل معه بلا مبالاة, إن ما يحدث في القطاع مهانة وإهانة للعالم الإسلامي, لماذا لا تتحرك الدول الإسلامية فعليا و تضغط دوليا حتى تتوقف الإبادة الجماعية لشعب أعزل, إن بعض الدول الإسلامية لديها وزن وثقل, ولديها أوراق تستطيع التلويح بها إن بعض الدول الإسلامية تستطيع أن تضغط دوليا حتى تفتح المعابر وتدخل المساعدات.
ماذا يحدث لأمة محمد صلى الله عليه وسلم ؟ ماذا يحدث لخير أمة أخرجت للناس؟ إننا لا نملك لأهل القطاع سوى الدعاء لهم في هذه الأيام المباركة, اللهم يا من رحمته وسعت كل شي, يا فاطر السماوات والأرض,عالم الغيب والشهادة, يا حي يا قيوم, يا ذا الجلال و الإكرام, اللهم يا مغيث أغث عبادك المستضعفين في غزة, اللهم أعد الأمن والأمان إليهم, اللهم وافتح لهم أبواب رحمتك واجعل لهم من كل هم فرجا ومخرجا برحمتك يا أرحم الراحمين.