
فكوا عنا العزلة… نحن مواطنون منسيون في دوار “لهياشرة” زلفان تالة القصرين
نحن أهالي عمادة زلفان – تالة – القصرين، وبالتحديد دوار لهياشرة، نخاطبكم من عمق معاناة يومية طال أمدها، ومن عزلة خانقة نعيشها منذ سنوات دون أن نجد آذانًا صاغية أو قلوبًا تتحسس وجعنا.
المسلك الفلاحي الرابط بين مدرسة هنشير الورغي زلفان إلى حدود مقبرة بن عزوز، الذي لا يتجاوز طوله 4 كلم فقط، بات شبحًا يعزلنا عن العالم، ويفصل أبناءنا عن مدارسهم، ويمنع مرضانا من الوصول إلى أقرب نقطة علاج، ويعيق الفلاح عن تسويق محاصيله في منطقة تعيش على الفلاحة والكدّ كما انه قد منعنا اصلا من دفن موتانا في حالات. لكي لا اتهم بتهويل الأمور اسوق الى سيادتك هذه المعلومة الموثقة حتى سيارات الجيش الوطني الرباعية الدفع لم تتمكن من المرور فكيف الحال بالسيارات العادية أو الشاحنات.
نحن على مستوى التهيئة نعيش في العصور ما قبل الحجرية اطفالنا تصارع الاهوال لمجرد انها تريد ممارسة حقها الدستوري في التعليم و لكنها تخاطر بحياتها لممارسة هذا الحق في ظل التقلبات المناخية.
لقد زارنا السيد والي القصرين بتاريخ 10 أفريل 2025 واطّلع بنفسه على حجم الكارثة. رأى بأمّ عينه كيف أن هذا الطريق الترابي، عند أول قطرة مطر، يتحوّل إلى مستنقع من الطين والموت البطيء. وقمنا بإجتماع بمقر الولاية يوم 14 افريل و اخذنا جميلة من الوعود و لكن الى اليوم لا حياة لمن تنادي. قمنا بالعديد من المداخلات في العديد من الإذاعات المحلية لإيصال صوتنا .
4 كلم فقط… و”الفكّ” ممكن
تكلفة تعبيد الكيلومتر الواحد من هذا النوع من المسالك الفلاحية لا تتجاوز 350 ألف دينار تونسي حسب تقديرات الخبراء، أي أن تعبيد هذا الطريق كاملاً لا يتطلب سوى قرابة 1.4 مليون دينار… مبلغ بسيط أمام الميزانيات المرصودة لمناطق أقل تضرّرًا، ولكنه سيكون حياة كاملة لنا.
نحن لا نطلب المستحيل، بل نطالب فقط بحقنا الدستوري في التنقل والعيش بكرامة.
لا تتركونا خلف الجدران
نحن جزء من هذا الشعب، نريد فقط أن نُحتسب… أن نُرى… أن نُعطى حقنا من الدولة التي نحبها وندافع عنها.
فكوا عنا العزلة، ونحن سنرد لكم الجميل بدعم كل خطوة في سبيل بناء تونس العادلة التي تحلم بها.