
في اليوم العالمي لمقاومة المخدّرات : كيف ارتفع معدّل الجريمة في تونس بعد انتشار هذه الآفة؟
تونس، كغيرها من الدول، تواجه تحديات جمة تتعلق بانتشار المخدرات وتأثيرها السلبي في المجتمع والأمن العام. تتسبب المخدرات في تنامي الجريمة وتدمير الأسر والشباب، وتهدد استقرار البلاد بشكل عام.
أولاً وقبل كل شيء، يجب أن ندرك أن استخدام المخدرات ليس مجرد قضية فردية، بل يؤثر في الأسرة والمجتمع بأكمله. تعمل المخدرات على تفتيت الأسر وتدمير العلاقات الاجتماعية، حيث ينشأ التوتر والصراعات داخل الأسرة بسبب تعاطي هذه الآفة. قد تتفاقم المشكلات المالية والصحية والنفسية، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى حدوث عنف أسري وانهيار العلاقات العاطفية والثقة بين أفراد الأسرة.
بالإضافة إلى ذلك، يزيد استخدام المخدرات من مستويات الجريمة في المجتمع إذ يلجأ الأفراد الذين يعانون من إدمان المخدرات إلى سرقة وتجارة المخدرات وارتكاب أعمال جنائية أخرى لتمويل إدمانهم، ويزداد انتشار الأنشطة الإجرامية مثل السرقات والسطو والتهريب، مما يؤدي إلى انعدام الأمان والاستقرار في المجتمع.
ويعتبر الشباب فئة عمرية حساسة وسهلة الإيقاع بشباك المخدرات، حيث يمكن أن يتعرضوا لضغوط الأقران أو يلجؤوا إلى الاستهلاك كسبيل للهروب من المشاكل الشخصية أو الاجتماعية. وهذا يتسبب في انحرافهم عن المسار الصحيح وفقدان فرص التعليم والتطور الشخصي، مما يؤثر في مستقبلهم ومساهمتهم في المجتمع.
لمواجهة هذه التحديات، تتطلب الحكومة التونسية والمجتمع بأكمله تعاونًا شاملاً واستراتيجيًا. يجب تعزيز الوعي بأخطار المخدرات وتقديم برامج توعية فعالة في المدارس والجامعات والمجتمعات المحلية. يجب توفير خدمات العلاج والإرشاد للمدمنين وأسرهم، وتعزيز التواصل والتعاون بين الجهات الحكومية والمنظمات غير الحكومية المعنية بمكافحة المخدرات.
بالإضافة إلى ذلك، يجب مكافحة ظاهرة تجارة المخدرات بكل حزم، من خلال تعزيز التعاون الدولي في مجال مكافحة غسيل الأموال وتعزيز الرقابة الحدودية لمنع تهريب هذه الآفة. يجب أيضًا توفير فرص عمل وتعليمية للشباب وتعزيز التماسك الاجتماعي والثقافي لبناء مجتمع قوي ومقاوم للمخدرات.
إن مواجهة تحدي المخدرات في تونس يتطلب جهودًا مشتركة ومستمرة من قبل الحكومة والمجتمع والأفراد. يجب أن تكون السلطات القضائية حازمة في محاسبة المروجين والمتاجرين في المخدرات، وتوفير الدعم اللازم للأفراد المدمنين للتغلب على إدمانهم وإعادة إدماجهم في المجتمع.
مالك