في تونس تبنينا ما يقودنا مباشرة نحو الهلاك…فتحي الجموسي

بخلاف ما يحاول البعض إيهامنا به فإنه لا علاقة أو ترابط بين الأنظمة الوطنية و الأنظمة الديمقراطية فالنظام الوطني لا يعني بالضرورة كونه ديمقراطي و العكس صحيح، فعدة دكتاتوريات هي انظمة وطنية بإمتياز وساهمت بصفة مباشرة في تقوية دولها وتحويلها الى قوى عظمى ، كما أن عدة ديمقراطيات هي انظمة خائنة وعميلة دمرت بلدانها وقدمتها لقمة سائغة لدول أخرى أو لجماعات دينية أو قبلية تتربص بها وخير الامثلة على ذلك ما يحصل اليوم في تونس بعد ما سمي زورا بثورة.الديمقراطية بطبيعتها لم تساهم في إنشاء أو تقوية اي دولة أو في صنع حضارة بل كانت مجرد ثمرة للأنظمة الوطنية حتى و إن كانت هته الأنظمة أكثر إستبدادا.والعولمة قضت نهائيا على الثقافة في كل الدول تقريبا، والديمقراطية بدون ثقافة أصبحت تمثل حكم الرعاع و الجياع و الجهلة والمتطرفين وتساهم بشعبويتها في تدمير دولها وساهمت في صعود حكام وأحزاب تمثل خطرا على أوطانها مثل ترامب و ماكرون وفي تونس مثل قيس سعيد وإئتلاف الكرامة وقلب تونس والنهضة وغيرهم…ما يحصل اليوم من فوضى في الولايات المتحدة الأمريكية والتي تهدد اركان اعظم قوة في العالم و ما حصل في فرنسا منذ أشهر من مظاهرات اصحاب السترات الصفراء ومطالبهم النقابية المجحفة والتي أدخلت هذا البلد في خانة أكثر دول أوروبا تداينا دليل على كون الديمقراطية أصبحت محل عدة نقاط إستفهام ومحل مراجعة من اصحاب القرار فيها. كما أن موازين القوة الدولية تتحول اليوم بنسق سريع نحو الأنظمة الأكثر وطنية و اقلها ديمقراطية وهي الصين و روسيا و ايضا مصر بفضل حكم السيسي فهته الأخيرة بصدد تحقيق نسبة نمو خيالية وقريبا ستفتك المشعل من القوى الديقراطية التي بدأت في الإختناق من ديمقراطياتها.الديمقراطية أصبحت محل شكوك الدول التي تعتمدها منذ عقود ومن الخبراء والسياسيين ولعلنا في تونس قد تبنينا شيئا منتهي الصلوحية périmé قد يسممنا ويقودنا مباشرة نحو الهلاك…