في خضم الجدل المضطرم حول الحجاب والخمار والنقاب والبرقع …مصطفى عطيّة

في خضم الجدل المضطرم حول الحجاب والخمار والنقاب والبرقع …مصطفى عطيّة

16 جويلية، 21:15

أولا، الحجاب لباس أشوري المصدر عند بعض المؤرخين و إغريقي عند أكثرهم، ولا علاقة له بأصول الإسلام.
عندما نقرأ الأوديسة لهوميروس نكتشف أن “بينيلوب” هي أول إمراة في التاريخ ترتدي الحجاب لتنتشر الظاهرة في المجتمع النسائي الإغريقي. يقول هوميروس “كانت تغطي رأسها بحجاب وتسدله على خديها المبهرتين”. ثم إنتقلت العادة إلى فئة من نساء اليهود والنصارى.
وبالرغم من ان “الحجاب” كمصطلح، يحسب على الدين الإسلامي ومعتنقيه، فإنه لم يذكر في القرآن ولو مرة واحدة، وإنما إستبطنه الفقهاء من خلال تفسيرهم للآيات القرآنية، ففي الآية 59 من سورة الأحزاب يقول تعالى: “يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا”، وتفسير هذه الآية الكريمة: أن الله يأمر النبي صلى الله عليه وسلم بأن يأمر زوجاته وبناته ونساء المؤمنين أن يدنين عليهن من جلابيبهن، أي يسترن صدورهن وأجسادهن، ولا دخل للرأس والشعر والوجه في هذا الأمر، لأن وظيفة الجلباب هي ستر الأبدان فقط، ولكن بعض تأويلات غلاة “الفقهاء” الطائفيين ذهبت إلى أبعد مما حددته الآية الكريمة، أما في الآية 31 من سورة النور، والتي تأمر النساء بغض البصر وحفظ الفرج والتستر، وتأمر بعدم إظهار الزينة إلا ما ظهر منها، {وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ”وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ”، فلا وجود للحجاب في هذه الآية، لا كمصطلح و لا كمعنى، أما ضرب الخُمُرِ على الجيوب، فلا تعني لا الحجاب ولا النقاب ولا البرقع ولا حتى الخمار بالمفهوم المتداول اليوم، لأن الخُمُرِ ( ومفردها خمار) هو غطاء زينة يضعه النساء في الجاهلية على أكتافهن ويتركن جيوب صدورهن عارية، فأمرت الآية الكريمة بأن يَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ، لتغطية جيوب الصدر.
بقي بظهور المذاهب والطوائف وأتباعها من المفسرين، تعددت التأويلات الموغلة في التشدد والتطرف حتى وصلت إلى ٱختزال تدين المرأة في تغطية وجهها وشعرها.

مواضيع ذات صلة