في مثل هذا اليوم : سقوط 100 شهيد في انتفاضة الخبز
انتفاضة الخبز، هو الاسم الذي اطلق على الاضطرابات التي عرفتها تونس
بعد ان اندلعت أحداث الخبز في 29 ديسمبر 1983 عندما أعلنت حكومة محمد مزالي، بضغط من صندوق النقد الدولي الذي طالب تونس بتطبيق خطّة تقشّف، خفض الدعم على منتجات الحبوب، وهو الدعم الذي يشكل 10٪ من الموازنة العامة للدولة. ارتفع سعر منتجات الحبوب (المعكرونة والدقيق وما إلى ذلك) بنسبة 110٪ وانتقل سعر الخبز على الفور من 80 إلى 170 مليمًا.
انطلقت الأحداث انتفاضة الخبز من مدينة دوز بالجنوب بمناسبة السوق الأسبوعية في 29 ديسمبر 1983 في شكل مظاهرات أدت إلى المواجهة بين المتظاهرين وقوات النظام العام.
انتشرت الظاهرة لتشمل مدينة قبلي و مدينة سوق الأحد المجاورتين في اليوم الموالي متخذة طابعا عنيفا بعد أن اتسعت لتشمل مدينة الحامة.
ومع دخول مشروع الزيادة في أسعار العجين ومشتقاته حيز التنفيذ يوم 1 جانفي 1984 شملت الحركة الاحتجاجية مناطق الشمال والوسط الغربي في الكاف والقصرين وتالة وبقية مناطق الجنوب في قفصة و قابس ومدنين، مما استدعى دخول الجيش لهذه المناطق بعد أن سجل عجز قوات النظام العام في الحد من توسع الانتفاضة.
ومع إعلان وزارة الداخلية يوم 2 جانفي عن سقوط قتلى وجرحى في مناطق قبلي والحامة والقصرين وقفصة، دخلت المنطقة الصناعية بقابس في إضراب شامل ومسيرات كبرى شارك في تنظيمها كل من العمال والطلاب. كما التحق طلبة الجامعات والمدارس الثانوية في مدن تونس و صفاقس بالشوارع معبرين عن رفضهم إلغاء الدعم عن العجين ومشتقاته.
في يوم 3 جانفي بلغت الانتفاضة أوج أحداثها وباتت المواجهة مفتوحة بين المتظاهرين من ناحية وقوات النظام العام والجيش من ناحية أخرى، وأصبح العنف سيد الموقف فأحرقت المحلات والسيارات والمؤسسات والحافلات في شوارع العاصمة وضواحيها وفي كثير من المدن في الساحل وفي الدواخل. لقد نجم عن ذلك إطلاق الرصاص وسقوط مزيد من القتلى والجرحى في صفوف المتظاهرين.
قرر رئيس الدولة احتلال شوارع العاصمة بواسطة الجيش وإعلان حالة الطوارئ ومنع كل تجمع بالطريق العام والساحات العامة يفوق ثلاثة أشخاص هذا علاوة على منع جولان الأشخاص والعربات من الخامسة مساء إلى السادسة صباحا.
ورغم إقرار الوزير الأول السيد “محمد مزالي” بأن تلك الإجراءات نهائية وغير قابلة للتراجع والمراجعة فإن المظاهرات المعادية للحكومة ولاختياراتها تواصلت في اليوم التالي أي يوم 4 جانفي 1984 في كثير من مناطق البلاد وفي العاصمة وضواحيها.
كما أن العطلة القسرية التي منحت للجامعات ومختلف المؤسسات التربوية أيام 4 – 7 جانفي 1984 وما صاحب ذلك من اعتقالات في صفوف من تطلق عليهم الحكومة صفة “المجرمين والمخربين” لم يحل دون تواصل الحركة الاحتجاجية التي لم تتوقف إلا مع إعلان رئيس الدولة التراجع عن تلك الإجراءات وإعادة النظر في الميزانية الجديدة في فترة لا تتجاوز ثلاثة أشهر مع الأخذ بعين الاعتبار الظروف الاقتصادية المنهارة وعدم تحميل المواطن أعباء هذا التدهور. وقد بلغ عدد شهداء انتفاضة الخبز زهاء المائة شهيد وهذه قائمة في 94 شهيدا في مختلف ولايات الجمهورية:
تونس 31 ، صفاقس 11 ، الكاف 10 ، قابس 6 ، القصرين 6 ، مدنين 5 ، منستير 7 ، جندوبة 3 ، توزر 2 ، قبلي 2 ، قفصة 8 ، القيروان 2 ، ، باجة 1 ، سيدي بوزيد 2 .
_ قفصة – المتلوي : محجوب بوجلال، محمد علي صحراوي، عمر الذهبي، فوزي السعيدي، أنور ماجدي ، جمال عموري مفتاح محمدي، سامي دولة، خالد برهومي
_ القيروان: الهادي برهومي، فتحي الورغمي.
_ قابس: مهذب بن علي، مبارك بن جهاد بن مبارك، صالح حمداني، خموسي بن صالح، حبيب بن كريم، بولبابة بوخريص،
_ سيدي بوزيد: عمار العليبي و رؤوف الساكري
_ بن قردان: عبدالكريم الكبيري.
_ جندوبة: هشام العياري ، محسن الدريدي.
ــ المكنين : عماد السويح ، لطفي بالأزرڨ
_ صفاقس و جبنيانة : سمير القلال ، سامي غربال ، عبدالقادر الكوني، فخرالدين بن شهيدة، فتحي بوكثيرالشتوري ، حميد الطاهري ، علي بن صغير السلامي ، فوزي بن محمد السلامي ، جمال المهيري ، جمال عمار .
_ تونس: فاضل ساسي ، حميدة بن رجب آل شامخي ، محمد لسعد بن عثمان ، كريم القبلوشي ، فتحي فلاح ، سامي خليفة حسني ، محمد العروسي الشريف ، الهاشمي علي القابسي ، محمد بدرالدين الشايبي ، جلال أحمد الرايسي ، منذر الطرابلسي ، كمال السباعي، منير الحناشي، منذر الخياطي ، عادل بن خميس عمار ، زهير الشيهاوي ، عبدالحميد المناعي ، محمد العجمي المثلوني ، محسن صدوقة ، سليم الورفلي ، بوبكر الرزقي ، محمد الزين العسيلي، فتحي عطية، محمد عبدالقادر العبيدي، محمد النوري بوراوي، عبدالسلام المازني، منجية الكعبي، عادل الخالدي ، محمد النفزي ، منجية الكعبي.