
قدرات العرب منفصلة لا تساوي شيئا مجمعة تساوي الكثير …أ.د الصادق شعبان
قدرات العرب منفصلة لا تساوي شيئا مجمعة تساوي الكثير …
هذا ما أراه…
أريد ان أقوله للتاريخ … لان النوم العربي ثقيل و الاستفاقة قد تطول …
إذا لم يعتقد القادة العرب ان المستقبل للقوة فإنهم يخطؤون النظرة…
خصصت قمة القاهرة لإعادة تعمير غزة في حين أن الموضوع هو ماذا نعمل حتى لا تهدم غزة أخرى في بلاد العرب …
و كالعادة الجامعة العربية تبرز كمصلحة لجهاز الخارحية المصرية و هذا لا ينفع العرب و لن ينفع مصر نفسها في المستقبل …
يجب إعادة تشكيل أجهزة أخرى و إخراجها من الهيمنة …
التهجير لن يكون …و ذلك ليس بإرادة العرب بقدر ما هو بإستماتة الفلسطينيين على ارضهم … التهجير القسري مستحيل …
لكن لا إعمار و طائرات إسرائيل في سماء غزة ! …
اذا لم يفكر العرب في المستقبل البعيد فسيعيشون مشتتين أذلاء دون استقلال و دون إستقرار و دون ازدهار … و أموالهم تفتك منهم بالتخويف و بالابتزاز …
كل مقومات القوة موجودة عند العرب لكنهم لم ينظروا يوما في حصرها و تثمينها و تجميعها و تنظيمها لتكون قوة …
بقينا في الهامشيات و سوف يضيع منا كل شيء …
أوربا إستفاقت و نحن لم نستفق …
العالم اليوم بدأ يحتاج إلى كثير من القوة لأن القانون إنتهى …
التحالفات تتشكل و نحن نهزأ من بعضنا البعض و نقول دائما أن لا شيء يأتي من العربان…
لست قوميا قديما يؤمن بوحدة الأصل و بوحدة المصير و انما أنا قومي جديد يؤمن بالواقعية و بالمصلحية … لا أفكر بالعواطف و انما أتحمس بالعقل …
الشعوب العربية مشتّتة و الكفاءات مهجّرة لاننا لم نضع لها المناخ و لم نحسن القيادة …
أرى أن السعودية قادرة على تجميع العديد من الدول لضبط سياسة عسكرية منسقة … فالمال هو الأساس … المال يصنع التكنولوجيا و يصنع القوة … هذه أمريكا مثالا حيث ربطت بين المال و بين القوة العسكرية و الاقتصادية و شرعت في صياغة سياساتها الجديدة على هذا الأساس …
لا تظنّوا أنها فترة ” ترمبية ” سوف تنتهي مع ترمب … أبدا … من رأى الخطاب أمام الكونغرس يفهم أن ترمب يعبر عن رأي عام امريكي جديد لا عن رأيه الخاص … و جماعة اليمين لهم خصلة الصراحة و ليس لهم نفاق الآخرين…
مثال آخر هو أوربا التي في بحثها في قمة الأحد الماضي عن دفاع مشترك تتوقف عند حجم المال اللازم : يلزم 800 مليار دولار …
لكن فهم الاوربيون ما لم يفهمه العرب … و لم يخصصوا قمتهم لترميم اوكرانيا و انما خصصوها للدفاع المستقل حتى لا تحصل اوكرانيا ثانية …
السعودية وحدها أنفقت في 2023 أكثر من 70 مليون دولار و الإمارات حوالي 25 و الجزائر 17 و مصر 5 … و سنة 2025 ارتفعت كل هذه الأرقام… و يمكن بسياسة ارادية بلوغ أرقام أعلى بكثير ، و توطين الصناعة العسكرية تدريجيا ، و ربطها بالصناعات المدنية … الصناعات العسكرية جزء من الاقتصاد و معظم التكنولوجيات تحصل في مخابر العسكر أو تثمن هناك …
للعرب قدرات لا يعرفها الكثيرون … منفصلة لا تساوي شيئا… مجمعة تساوي الكثير …
كونوا قادة …لا تكونوا تابعين …