قراءة مختصرة وسريعة في كلمة رئيس الجمهورية بمناسبة ادائه اليمين الدستورية..فتحي الجمّوسي
بنفس الحماسة و الحدة في الالفاظ المستعملة يمكن القول ان رئيس الجمهورية قد قسم كلمته اليوم الى قسمين كل قسم يمتد على حقبة زمنية محددة.
الحقبة الاولى وهي الممتدة من ” ثورة 17 ديسمبر” الى يوم 6 اكتوبر تاريخ الاعلان عن فوزه بالانتخابات وقد كانت كلمته حول هذه المرحلة سياسية بامتياز ذكر فيها بما سماه حرب تحرير البلاد من الخونة و اللصوص و بجرائم اصحابها على اموال الناس و على صحتهم و بارهابهم وتداعياته على البلاد و العباد.
ثم ختم حديثه عن هذه الحقبة بكلمته ” لقد عبرنا ” يعني انه انتصر نهائيا في حربه على كل اطراف العشرية السابقة.
أما الحقبة الثانية وهي حقبة ما بعد 6 اكتوبر 2024 فبخلاف حديثه عن موقفه المبدئي من القضية الفلسطينية فتكاد تختزل في الجانب الاقتصادي الدولي والوطني.
وقد ذكر فيها رئيس الجمهورية بموقفه من الراسمالية الغربية واملاءات صندوق النقد الدولي واكد انه مصر على خياره في التوجه والتقرب من دول البريكس (دون تسميتها) و من رفضه القطعي للتفريط في المؤسسات العمومية كونها بلدان تقترب من المنوال المنشود في تونس كدول ذات اقتصاد اجتماعي.
وفي الشأن الاقتصادي الوطني فلاول مرة استعمل الرئيس عبارات مثل خلق الثروة و اعطاء الحرية للمبادرات الخاصة كما ارسل شبه رسالة طمأنة الى رجال الاعمال مؤكدا على استعداده لاعادة فتح باب الصلح الجزائي لكل من تورط وعلقت به قضايا جزائية او موقوف بالسجن أو حتى هاربا خارج ارض الوطن وهذا قد يوحي ولو من بعيد الى امكانية مراجعة هذا القانون وتبسيط و تسهيل شروط الانتفاع به، خصوصا وان هناك ادلة توحي بذلك واولها استبدال حكومة الشعب يريد ممثلة في حكومة احمد الحشاني وولاته بحكومة وولاة مشهود لهم بالكفائة ممثلة في شخص السيد كمال المدوري والذي اصبح ظهوره المتكرر في وسائل الاعلام بعد الانتخابات ملفتا للانظار.
كما لامس رئيس الجمهورية مرسوم 54 والذي تحدث فيه سابقا رئيس حملته الانتخابية شقيقه نوفل سعيد واكد وانه ليس ضد حرية التعبير لكن دون المساس بهيبتها و اعراض الناس ودون السماح بعودة منظومة العشرية السابقة.
والملفت الانتباه ايضا في كلمة رئيس الجمهورية هو حديثه عن الشركات الاهلية بقوله ” هي احد الحلول لكن يجب البحث عن حلول اخرى ” و يمكن الاستناج من عباراته انها لم تحقق المأمول منها أو انها فشلت ويجب البحث عن غيرها كحل للحط من البطالة.
وللحديث بقية…..