قرقنة: ثروة بحرية مهددة بالزوال..فساد ولامبالاة
على إثر البلاغات التي وردت على جمعية القراطن للتنمية المستدامة و الثقافة و الترفيه “وحدة التصرف المندمجة في المحمية البحرية و الساحلية للجزيرات الشمالية لأرخبيل قرقنة” من قبل بحارة الصيد التقليدي بميناء الصيد البحري بالقراطن-قرقنة حول توافد عدد كبير من مراكب الصيد بالكيس “الممنوع قانونا” على السواحل الشمالية لجزر قرقنة وانطلاقها في جرّ قاع البحر في أعماق تتراوح بين المترين و الستة أمتار دون حسيب أو رقيب منذ ليلة 6 أكتوبر 2024،
قامت الجمعية بمراسلة مختلف السلطات المركزية ذات الصلة بما فيها رئاسة الحكومة طلبا لتدخلهم العاجل لمنع جرائم الصيد بالكيس بالمحمية و عموم سواحلنا و حماية بيئتنا البحرية من التصحر و مورد رزق بحارتنا من الزوال،
و رغم تنبيهنا مرارا و تكرارا الى أن هذه الجريمة هي السبب الأول في انخرام المنظومة البيئية البحرية المتميزة لجزر قرقنة باستنزاف و إتلاف الثروة البحرية من أسماك و رخويات و نباتات بحرية و بيض الأسماك و تؤدي الى تصحّر قاع البحر و تقبر مستقبل حياة الجيل الحالي و الأجيال القادمة لصغار البحارة، بالإضافة إلى إلحاق أضرار و خسائر مادية جسيمة بإتلاف معدات و وسائل بحارة الصيد التقليدي من مصائد الأخطبوط و شباك و شرافي… و بالتالي القضاء على مورد رزقهم في وقت يعيشون فيه أوضاعا اجتماعية صعبة جراء الارتفاع الجنوني لتكلفة هاته المعدات و التعقيدات الإدارية اليومية للتمتع بالإعفاءات الضريبية و البنزين المدعّم… مما يزيد في حالة الاحتقان و الإحباط في صفوفهم رغم تكرر تحركاتهم و مطالبهم بتطبيق القانون للقضاء على الصيد العشوائي.
الا أن الدولة تصمّ آذانها عن مشاغل بحارة الصيد التقليدي و تغضّ بصرها عن انتهاكات تمارس يوميا امام مختلف أعوانها و مصالحها المحلية و الجهوية.
ان وضع بيئتنا البحرية في تدهور مستمر و انعكاساته الاجتماعية على أهلنا أمسى كارثيا، فبعد اندثار الإسفنج منذ عدة سنوات و القضاء على ثروة الأخطبوط بصيدها خلال فترة تكاثرها خارج المواسم القانونية للصيد، تواصل مراكب الكيس احداث تصحّر تام حول سواحلنا الشمالية لتقضي على ما تبقى من أمل في الحياة لعموم متساكني المنطقة.
إن هاته الآفة هي من الأسباب المباشرة لتدهور القدرة الانتاجية لقطاع الصيد البحري بجزيرة قرقنة و تواصلها يهدّد مورد رزق المئات من بحارة الصيد التقليدي و عائلاتهم و ينبئ بانفجارات اجتماعية و بتصحّر القاع البحري المتميز لجزر قرقنة،
و عليه، فإن جمعية القراطن للتنمية المستدامة و الثقافة و الترفيه تجدّد نداءها للسلطات المركزية بمختلف هياكها المتداخلة لتحمل مسؤوليتها و التدخل العاجل لوضع حدّ لنزيف الاعتداء على ثروتنا البحرية و السمكيّة بتطبيق القانون على المخالفين و حماية بيئتنا البحرية من الانجراف اليومي و مورد رزق أهلنا من الزوال.
الامضاء
رئيس الجمعية