كالعادة وباسم الفن : مخلوقات عجيبة تجتاح افتتاح أيام قرطاج السينمائية
منذ أن ولدت السينما، لم تتوقف عن السير إلى الأمام، ولم تعرف التعثر والفشل، بل إنها ومنذ بدايتها وهي تحث الجميع على الخلق والإبداع، وتحفز المفكرين والشعراء والأدباء على الخوض في غمار الخيال والإبداع .
غير أن المتابع لحفل ايام قرطاج السينمائية في دورته 33، ينتابه الشك اليقين، حول دور السينما في الخلق والإبداع ويشك اصلا في أن دورة قرطاج السينمائية تتحدث عن الفن السابع.
وككل حفل افتتاح يشعر المشاهد، منذ الوهلة الأولى أن المهرجان يتحدث عن الكائنات الفضائية أو اللباس التقليدي لبعض القبائل في أدغال أفريقيا، أو ربما عن الحياة قبل اكتشاف النار.
فقد شاهدنا أشخاصا يدعون التمثيل، يرتدون لباس النساء والحال أنهم رجال، “و عارضات ازياء” عفوا ممثلات يرتدين قطعة قماش صغيرة، وكائنات غريبة تتحرك ذهابا وإيابا، على السجاد الاحمر أمام عدسات المصورين والصحفيين ورواد المهرجان، والحال أن أغلبيتهم لم يؤد أي دور سينمائي في حياته، ولا يمت للفن السابع بصلة.
هذا الافتتاح الباهت كان محل تندر وسخرية من قبل رواد وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة طريقة اللباس التي خرج بها بعض الممثلين، لباس غريب وغير متناسق.
صحيح أن الفن لا يخضع لضوابط، واللباس حرية، ولكن على السينمائي أن يفهم أن الصورة تقابلها حرية النظر لتلك الصورة والتعبير عليها، واذا كانت الصورة السينمائية غير متناسقة، يكون الممثل أو المخرج قد تعسف على الحرية بإسم الفن، وهو ماحدث في افتتاح ايام قرطاج السينمائية. أسامة بن رقيقة