كبّر الصّورة “:صاحب سيارة الأجرة اللطيفة….رياض يعيش

فلأكن معكم أمينا، وعلى أصدق نحو أستطيعه. يوم أمس كنت مفعما بالهدوء وأنا أبارك يومي وأبارك الصدفة التي جعلتني أمتطي سيارة أجرة نظيفة، عفيفة، خفيفة، في بلادي!!!
حيّيت سائق الأجرة وأنا أكاد أسمع صوت أفكاره وهو عالق في حلقة مفزعة ومفرغة من المشاعر المؤذية وسط شلالات متواصلة من التشتت. ثم ارتسمت على وجهي ابتسامة متأنّية، مما شجعه على التحدث معي. سألني: هل أنت طيب؟: لا محامي؟: لا. أستاذ؟: لا .
صمتَ صاحبنا قليلا، ثم أخذ شهيقا متوسط الطول وأردفه بزفير سمعه باعة “باب الجبلي” متأرجحا على مقعده إلى الأمام وإلى الخلف. وما بين ذا وذاك، كان لزاما عليّ أن أنقذ اللحظة الراهنة التي وهبها الله عز وجل اليّ… سألته: ” لاباس خويا ” أجابني وكأنه يتتفس الصعداء لأول مرة: أشعر أن حياتي غلط في غلط. نظرت إليه وقرأت لغة جسده قبل كلماته، فاستيقنت بأن الرجل متعب مثل عاصفة دارت في الفراغ. إن الرجل على الحافة الأخطر، قاب جنون أو أقل، وكأنه مسافر بلا وجهة، بلا مرفأ أو مطار. قلت لكم الرجل لا يعرفني، لكنه أصرّ بودّ أن يستدعيني لاحتساء فنجان قهوة ومواصلة الحديث. اعتذرت بلطف فمكنني من رقم هاتفه من أجل ضبط موعد لاحق. ثم سألني وهو عاجز عن التقاط أنفاسه: “بجاه ربي، برحمة أميمتك، برحمة والديك، قلي اش نعمل؟” . الرجل لا يعرفني، وتجرّأ وسأل وطلب وألحّ وأقسم، فكيف لا أجيبه عن آهاته. نعم، لم يكن ما قاله مجرد أسئلة.
ابتسمت له مرة أخرى ابتسامة غامرة ونسي أن يعرف من أكون. وقلت له: خذ هذه الكلمات “على الحساب”.
إن النجاح في الحياة يأتي من قراراتك:

• استبدل المحادثات والسهر بالنوم
• استبدل متابعة المشاهير بالمفيدين والناجحين
• استبدل التذمّر بالامتنان والشكر لله
• استبدل اللوم بتحمل المسؤولية
• استبدل الأصدقاء السلبيين بالإيجابيين
• استبدل التفكير الزائد بالعمل الجاد … وسأتصل بك قريبا يا صاحب سيارة الأجرة اللطيفة والعفيفة والخفيفة !!!