كبّر الصّورة : والحمد لله على السلامة !!!…رياض  يعيش

كبّر الصّورة : والحمد لله على السلامة !!!…رياض يعيش

27 نوفمبر، 21:15

على حافة ميناء قديم لم يعد يذكره سوى بعض العاشقين الصادقين، جلستُ باحثا عن حفنة سكينة في مدينة أرّقها الداء والأعداء… فتحتُ كتابي اليومي وبدأت في مطالعة ما سمحت به ظروف المكان. لم أكمل الصفحة الثانية حتى بادر أحدهم بالتحية، وقد بدا عالقا في حلقة مفزعة ومفرغة من الأفكار المؤذية… أغلقت الكتاب وسلّمت أمري لضريبة المكان و الزمان… طلب مني صاحبنا أن أستمع إليه، وهو الذي يلقي بلحظته الراهنة في هاوية البؤس، منزلق في حالة من الاجترار كأنه غسالة أفكار، لا يعجبه ما فوق الأرض وما تحتها، يرى كل أحداث الحياة مٍحَنا وكأنه متوجه للتوّ لدفع ضرائب عاطفية ضخمة.
بحثت لنفسي عن فكرة منجية، فقصدت حديقة لا تبعد كثيرا عن الميناء وجلست مرة ثانية على مقعد قريب من عائلة كاملة الشروط… وفتحت الكتاب مرة أخرى وبدأت في القراءة، وحاولت أن أستجمع شتات افكاري ومشاعري وتركيزي وأن أجعل المشهد يعمل لمصلحتي، ولكن هيهات ثم هيهات! … لقد كانت العائلة الحاضرة بكل عناصرها الأساسية على بعد خطوة واحدة من التذمر ومشتقاته، يميل أفرادها إلى شطب نهارهم وأسبوعهم وشهرهم وسنتهم وعمرهم
_ لا يعجبهم العجب ولا الصيام في رجب_ يغلّقون الأبواب والنوافذ والشرفات وكل الشقوق المعلنة وغير المعلنة.
ولا حاجة لإذاعة هذا الخبر بين الناس: لقد غادرتُ بلطف المكان مرة أخرى، وعدت إلى بيتي وفتحت كتابا جديدا عنوانه: علم الإنجاز الذكي للدكتور أيزايا هانكل وقرأت من الصفحة عدد 209 ما يلي:
تبين الدراسات أن المعلومات السلبية تتوجه سريعا عبر اللوزة الدماغية إلى خزائن ذاكرتك طويلة المدى، بينما يجب أن تستقر المعلومات الإيجابية في وعيك لأكثر من 12 ثانية حتى تخزن في خزائن ذاكرتك طويلة المدى، ولهاذا السبب قد يدمر يومك بالكامل شخص يقطع عليك الطريق في الزحام أو شخص لم يوقف لك المصعد في طريقك للعمل، لكن الشخص الذي يبتسم في وجهك ويقول لك: مرحبا أو شكرا لك، نادرا ما يغيّر حالتك المزاجية.
” والحمد لله على السلامة “

مواضيع ذات صلة