كل حد وذوقو …عبد الكريم قطاطة
لوبانة كل واحد وذوقو … مع احترامي الكامل لاذواق الناس ..و الامر الطبيعي ان نختلف والدليل انّ الله خلقنا مختلفين في اللون وفي البشرة وفي الوزن وفي عديد الاشياء لكنّ هنالك قواسم مشتركة حتى في اختلاف الخلق … اي نعم هناك الاعين وهي الصالحة للنظر ..هنالك الآذان وهي للسمع ..الخ … معنى ذلك هل نجد وبداعي الاختلاف من يسمع بيديه او يبصر برجليه … ؟؟ في المدّة الاخيرة وقع التعرّض لمسألة الذوق في قليّم الفنّ … دعوني اضرب مثالا عن موضوع الاختلاف … ام كلثوم تعتبر قمّة في الغناء ..لكن طبيعي جدا ان تجد من يفضّل عليها اسمهان او شادية .. ولكن ان يأتي احدهم ودائما بلوبانة كلّ واحد وذوقو ويقللي انّو يفضّل فاطمة بوساحة على ام كلثوم او الدلاجي على عبد الحليم فذلك يعني فقط انّ مستوى تذوّقه للفنّ مستوى بدائي للغاية ..لانّ الفنّ سواء كان غناء او تمثيلا او شعرا او قصّة له اصوله وحدوده الدنيا لنضعه في خانة التحليل والتقييم …اعود الى هذه الموجة السائدة الان موسيقيا _ الراب _ اقول وخاصة لمناصريه … عودوا الى مرجعيّة هذا النوع ..عودوا لجذوره التاريخية لتتاكّدوا ان الراب لم يكن يوما موسيقى او غناء ..اي نعم فكلمة رب بالانقليزية هي الاحرف الثلاثة الاولى ل RITUEL AFRICAN POETIC ::: R .A P :: اي طقوس واشعار افريقية ..ونشأت هذه الطقوس في الولايات المتحدة الامريكية زمن اضطهاد الزنزوج الافارقة الذين كانوا يجتمعون في سهراتهم ليرددوا اشعارا نضالية ضدّ التمييز العنصري …نعم ذاك كان منطلق الراب اي انه لم يكن فنا اوغناء على الاطلاق …مع تقدّم الزمن اتخذه البعض كلون موسيقي للتعبير مرة اخرى عن الظلم بظالميه ومظلوميه …معنى ذلك يمكن تصنيفه بصيحات موسيقية متُشحة بالنضال ضدّ الطغاة .. وهو ما خلق له جمهوره تماما كما خلق جمهورا للشيخ امام ومارسيل خليفة وباقي مجموعة المتشبعين بالاغاني الملتزمة … لكن ماهو الراب الان ؟؟ بكل امانة علمية انزلق الى ما تحت القاع في معظمه شكلا ومضمونا باستثناء _ كعبات _ ..هنيئا لعشاقه وهنيئا لهم باستمتاعهم بذلك الرهط الجديد الذي زحف المسارح ولقي اقبالا عند الشباب خاصة بعد 14 جانفي 2011 حيث اصبحت الكلمة القذرة عنوانا للحرية . .. لكن ان نقول عنه فنّ فكلمة فنّ ارفع جدا من ان نوسّم بها كلّ من هبّ و دبّ ..لسبب بسيط انّ الفنّ هو رسالة سامية للارتفاع بالذوق لا للنزول به الى مراحيض الذوق .. توة يجيشي في المدارس بداعي الحرية ندرّس مفاسد الاخلاق ؟؟ رسالة المدرسة ان تربّي ذوق التلميذ وعقله على المكارم لا على المفاسد وكذلك رسالة الفنّ تماما …..اذن اعود من حيث انطلقت _كلّ واحد وذوقو _ مردودة على اصحابها … لانّ السباحة لا يمكن ان تكون الا في البحر وطبيعي ان تفضّل بحرا عن آخر ..لكن من يقول انّ ذوقه مختلف وهو يعشق السباحة في الصحراء اقول له لك هنيئا لك بصحرائك تمرُغ فيها كما تشاء وهنيئا لي ولامثالي بالبحر اعزف مع امواجه امتع الانغام …..