كل عام وإذاعة صفاقس بخير في عيد ميلادها الحادي والسّتّين…سامي النيفر
تحيي صفاقس كلها بفخر وفرح الذكرى الحادية والستين لتأسيس صرح ثقافي عتيد هو إذاعة صفاقس عميدة الإعلام الجهوي بتونس والتي انطلق بثّ إرسالها حتى قبل التلفزة الوطنية.. هذا المرفق العمومي لم يبدّل مبادئه واقتناعاته ولم يستسلم للإغراءات ولم يغرق في التفاهات رغم مرور السنوات وتبدّل العقليّات..
عقليات أصبحت مادية تجارية تميل إلى التفاهة والإسفاف واستسهال العمل وبذل أقل مردود من أجل أكبر ربح.. تبدّل كثير من الإعلام والإعلاميين ومالوا إلى الخطاب المبتذل والجدل العقيم وتبليد العقليات.. وبقيت إذاعتنا الجهوية صامدة.. كيف لا وهي العميدة العريقة.. كيف لا ومن يؤثّثها هم خيرة رجال الصّحافة في البلد..
كان هذا المرفق العمومي ومازال ولّادا ويعطي خبرات وذكاءات بشرية استفادت منها التلفزة التونسية خاصة مع وحدة الإنتاج التلفزي بصفاقس وبرامج مثل “في كل بيت كتاب” و”تصبحون على الخير يا أصدقاء” و”البيت السعيد” و”أطباق نبيلة” بالإضافة إلى أفلام وأخبار رياضية وسياسية ومسلسلات وبرامج دينية… كل ذلك رغم ضعف الإمكانات ومحاولات التهميش علما أن عديد السكاتشات والمسرحيات والتحقيقات والبرامج الثقافية والاجتماعية والرياضية والسياسية لم تقع تلفزتها ويال الخسارة ! لطالما كان الخط التحريري لإذاعة صفاقس صارما ودقيقا لا يقبل حتى أبسط الأخطاء والمذيعون يمتازون بالجدّيّة والكفاءة مع أصوات جميلة ولغة عربية سليمة..
العاملون فيها قدامى وجدد يمتازون بالتفاني والتألق نذكر منهم على سبيل الذكر لا الحصر أحمد العموري الذي كان أول صوت يعلن عن ميلاد هذا المنبر الراقي وعبد المجيد الحاج قاسم ومحمد الحبيب السلامي ونجيبة دربال وصاحبة الإلقاء الجميل في الأخبار سهام شعور ورشيدة الغريبي وقيس هماني وعائشة بيّار والنشيط الدافئ مهدي قاسم والمحققة المجتهدة فاطمة مقني وجميلة بالي ونبيلة التومي وفيصل القاسمي ورئيس مصلحة الرياضة الرّصين المتّزن زهير بن صالح واللّطيف محمّد الرّباعي والمرحوم صاحب الدعابة أنور الحاج ساسي والعميد رشيد العيادي وحافظ بن عامر وعبد الكريم قطاطة الذي جعل الإذاعة بالألوان وفاطمة خنفير والمرحومة زكية بن عياد وياسين الرباعي ومحمّد اليانقي ورضا شطورو وأحمد جبير والنّوري الشّعري….
والقائمة طويلة جدا… كل واحد يمتلك نبرة صوت مميّزة وأسلوبا فريدا وكل واحد منهم يسعى إلى الأفضل في إطار المنافسة الشريفة.. ولعلنا لا نغفل ذكر المديرة ندى الشعري ومن قبلها المرحوم عبد القادر عقير الذي كانت له بصمة واضحة من خلال 8 سنوات قضاها مع زيتونة الأثير… كل هذا الرصيد يجعل هذا المرفق العمومي من أنجح المؤسسات في تونس وهو اليوم يجمع بين خبرة الشيوخ الحكماء وعطاء الشباب النجباء…
فقط نرجو مزيدا من الانتشار لإذاعة صفاقس عبر ذبذبات تصل إلى بقاع أوسع وعبر شبكات التواصل الاجتماعي ومواقع الانترنات التي تقدمت فيها كثيرا ومازالت زيتونتنا تتقدّم بحول الله وبعطاء إعلامييها المكافحين الذي لا ينضب.. كل عام وإذاعتنا الجهوية بخير ومزيدا من النجاحات الباهرة والصّيت الحسن.
سامي النيفر