للحقيقة والتاريخ هذا الكرسي اللعين … مصطفى عطية
كنت، طيلة أكثر من ثلاثة عقود من الزمن، شاهدا على مغادرة العديد من الوزراء وكبار المسؤولين لكراسي النفوذ والسلطة والوجاهة بعد صدور قرارات عزلهم.كان أغلبهم في حالة ذهول وٱنكسار، عند سماعهم الخبر، يعتصر قلوبهم الحزن والألم، وقد عسر عليهم الخروج ومغادرة مواقعهم، التي توهموا انها أزلية، وقد طالت حالة الذهول ببعضهم أسابيع وأشهرا طويلة، قبل أن يكتشفوا بمرارة انهم أساؤوا التقدير وشربوا حتى الثمالة من أوهام بقاء السلطة في حوزتهم إلى الأبد.رحلت وجوه وحلت محلها أخرى ليتكرر المشهد أكثر من مرة، لكن تلك المشاهد الدرامية المؤثرة لم تتغير وبقيت على حالها، عنوانا لمغادرة كبار المسؤولين لمواقعهم في السلطة .إن من تذوقوا لذة الجلوس على كراسي النفوذ، من صغار النفوس وكبار الإنتهازيين وسفهاء هذا الزمن الموبوء، يعسر عليهم فراقها حتى وإن كان ذلك بمحض إرادة الديمقراطية التي دأبوا على الترويج لشعاراتها.أقترح على كل من يتقلد مسؤولية ان يضع امامه لوحة كتب عليها : لو دامت لغيرك لما آلت إليك