لماذا فشل العرب في ضمان أمنهم القومي؟….حميم عاشور
اليمن أفقر دولة عربية وجماعة الحوثي مجرد فصيل سياسي بلا ثروات ولا أرصدة مالية في بنوك سويسرا نجح في إصابة أهداف داخل الكيان الصهيوني بالطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية قد لا يكون تأثيرها العسكري كبيرا لكن تأثيرها السياسي الاقتصادي والاجتماعي كان صادما يكفي أن تعلم أن موانئ إسرائيل البحرية قد منيت بخسائر مالية فادحة أجبرتها على تسريح آلاف العمال وتعليق نشاطها الاقتصادي جراء الحصار البحري المفروض على حركة الملاحة الصهيونية عبر البحر الأحمر.
في المقابل نجد دولا عربية غنية لديها خزائن قارون وفرعون من المال والذهب تنفق تريليونات الدولارات على شراء أسلحة غربية غير أنها غير قادرة على حماية سيادتها ولا تستطيع مهاجمة إسرائيل حتى بطائرات ورقية ببساطة لأنها لا تملك سيادة قرارها السياسي ولا العسكري الذي يتحكم فيه الأمريكي عبر قواعده العسكرية التي أوجدها لمحاصرة أي قوة إقليمية تشكل تهديدا للصهاينة كعراق صدام حسين أو إيران الثورة الاسلامية هي بمثابة خط الدفاع الأول على الكيان الصهيوني. لا أمل في ضمان الأمن القومي العربي في ظل مظلة حماية أمريكية منحازة للصهاينة، فمن يشتري سلاحه من عدوه كمن يشتري سما سيؤدي حتما لهلاكه.
من المؤسف أن نسمع كلاما جميلا حول التكامل بين الدول العربية في القمم العربية لكننا لا نرى له أثرا في الواقع فحجم التجارة البينية بين الدول العربية هو الأضعف مقارنة ببقية دول العالم، لا توجد مشاريع صناعية دفاعية مشتركة ولا توجد شراكات اقتصادية مؤثرة فقط بعض مشاريع الصدقات من دول البترو-دولار والتي لا تغني ولا تسمن من جوع (مشاريع تربية الحلزون وخبز الطابونة ومنتجع سياحي لصيد الغزال البري الخ..) فالسياسات العربية الحالية التي فرطت في فلسطين لن تكون قادرة على ضمان أمن واستقلال بقية الدول العربية بسبب مراهنتها على الخارج لضمان أمنها القومي بدل التعويل على الذات وتعزيز مبدأ التضامن بين الدول العربية والإسلامية..






