ما هي أسباب تحسن النتيجة المحاسبية للبريد التونسي في آخر 3 سنوات؟ أحمد فهمي بوجلبان
إعتقد البعض أن تحسن النتيجة المحاسبية للبريد التونسي في السنوات الثلاث الأخيرة، كان بسبب تراجع النققات و تعطل إنجاز بعض المشاريع خاصة إثر الازمة الصحية التي ألقت بضلالها على عدة قطاعات .لكن حقيقة الأرقام كانت مخالفة لهذا الاعتقاد فقد استفادت المؤسسة البريدية من هذه الأزمة، خاصة مع توجهها نحو رقمية الخدمات المالية عبر بوابة myposte و D17 , و كذلك توجه عدد كبير من الحرفاء من أصحاب المؤسسات الصغرى و المتوسطة نحو الخدمات المالية للبريد .و بالتالي كان إرتفاع المداخيل هو السبب المباشر لتحقيق النتيجة المحاسبية القياسية في سنة 2022, و الذي تجاوزت فيه المداخيل 629 مليون دينار محققة ارتفاع ب 20.83 % مقارنة ب 2021.و تواصلت هيمنة مداخيل الخدمات المالية ( حوالات ، حسابات جارية، إدخار، توظيف مالي، تحويلات دولية، سيكاف، نقديات….) على مداخيل الديوان الوطني للبريد حيث كانت في حدود 83 % مقابل 76 % فى سنة 2018.المداخيل البريدية المتمثلة في المراسلات البريدية، البريد السريع و الطرود البريدية و البرقيات و غيرها من الخدمات البريدية تراجعت مساهمتها في مداخيل المؤسسة، و هذا يعود لعدة أسباب أهمها السوق الموازية للنقل و التي تنقل منتوجات دون فوترة و دون مصدر معلوم و توزع في سيارات مدنية لمؤسسات لا تكتسي الصبغة القانونية….و رغم ذلك فإن هناك إستراتيجية جديدة لاستعادة هذه السوق في الفترة القادمة.