ماذا سيتغيّر في الاتحاد العام التونسي للشغل في صورة قبول استقالة الطبّوبي
قدّم أمين عام الاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي يوم الثلاثاء 23 ديسمبر 2025 إستقالته في مكتب الضبط المركزي للمنظمة للشغل. و تجدر الاشارة الى أن الطبوبي كان قد هدد بتقديم استقالته منذ مدة وبعد الإجتماع الأخير للهيئة الإدارية الوطنية.
ويواجه الاتحاد العام التونسي للشغل منذ تأسيسه عام 1946- أزمة داخلية عميقة تهدد بتقويض دوره التاريخي بوصفه قوة تعديلية تدافع عن حقوق العمال والحريات والديمقراطية. هذه الأزمة ليست مجرد خلافات داخلية عابرة، بل تعكس انقسامات هيكلية وتجاذبات سياسية أثرت على أداء المنظمة وفعاليتها في مواجهة الأوضاع الراهنة.
تعود جذور الأزمة إلى مؤتمر طبرقة عام 2010، عندما أُقر تعديل النظام الأساسي للاتحاد لتحديد دورات المكتب التنفيذي بدورتين فقط. ومع اقتراب انتهاء الدورة الثانية لنور الدين الطبوبي، تم عقد مؤتمر استثنائي بمدينة سوسة عام 2021 لتعديل الفصل 20 من النظام الأساسي، مما سمح بترشحه لدورة ثالثة.
وأثار هذا التعديل انقساما حادا داخل المنظمة، إذ اعتبره بعض النقابيين تلاعبا بالقوانين لضمان استمرار قيادة الطبوبي. ويعتبر هذا القرار أحد أبرز الأسباب وراء حالة الانشقاق الحالية، إذ تشكل تيار معارض داخل المكتب التنفيذي يطالب بإصلاحات شاملة.
وتاتي اليوم استقالة الطبّوبي كتكملة ونتيجة حتميّة لهذه المعضلة التي كان بالامكان تجاوزها لولا تعمّد البعض الاصرار على تنقيح الفصل والتمديد للطبوبي لمصالح شخصية وذاتية ضيقة واليوم الجميع يرى ان الاتحاد على صفيح ساخن والانقسام جلي وظاهر وكل ما نتمناه ان يتم تجاوز العاصفة بالرجوع الى القانون والابتعاد عن التقكير في المصالح الضيقة الشخصية او الايديولوجية والمحافظة على الاتحاد العام التونسي للشغل الذي يبقى مهما حصل صرحا وركيزة اساسية تقوم عليها الحياة الاجتماعية والشغلية في تونس وبدونه تفقد تونس الكثير
ويمكن اعتبار استقالة الطبوبي وفّرت حلا للعودة الى الجادة وبالاتحاد الى برّ الامان في صورة رضي الجميع بحكم القانون وخيّروا مصالح البلاد على مصالحهم والاكيد سيبقى الاتحاد عتيدا لانه تاريخ وليس اشخاص عابرين يمكن ان يمحوهم التاريخ من صفحات سوداء ليعود الى صفحات الاتحاد الناصعة البياض .
حافظ كسكاس





