محمد الحبيب السلامي يكتب لكم عن محمّد محفوظ
السلام عليكم وعلى كبار باحثيكم ومؤلفيكم ،
فيم أفكر ؟،في تراجم أعلام ،،17،،
،،،محمد محفوظ ،،
،،،هذا الرجل ظلمته السياسة الملعونة وفر منها ومن هذه السطور تعرفون قصته ،،،هو محمد بن حسن محفوظ ،ولد بصفاقس من أبوين من عائلة محفوظ سنة 1923،وبعد أن تلقى القرآن وبعض العلوم من الزاوية انضم ألى التعليم النظامي فنجح في امتحان الشهادة الابتدائية ،فانخرط في التعليم الزيتوني بفرع صفاقس مدة ثم انقطع وانكب على مطالعة الكتب بمكتبة جمعية الشبان المسلمية بصفاقس ،وبعد سنوات عاد إلى التعليم الزيتوني يواصل الدراسة بصفاقس وتونس ففاز بشهدة الأهلية ثم شهادة التحصيل وبعدها شهادة العالمية ،وفي تونس حضر دروس مدرسة الحقوق وفاز بالإجازتين وتهيأبهماليكون محاميا أو قاضيا ،وبسبب لعنة السياسة فقد كان من المنتمين لحزب الثعالبي لم يقبل ،ففي بداية عهد الاستقلال أعلنت وزارة العدل عن فتح باب مناظرة على الملفات لانتداب قضاة زيتونيين يحملون شهادة العالمية فقدم ملفه مدعما علميا لكنه لم يقبل بسبب انتمائه الحزبي وقبل من دونه ،،فاكتفى بخطة مستكتب بفرع زيتوني بسوسة فاز بها في مناظرة قبل الاستقلال ،،ولذلك لعن السياسة وفر منها إلى مواصلة المطالعة في المكتبات العموميةً بالعاصمة وغيرها ،وفي صفاقس كلف بحفظ مكتبة معهد 15نوفمبر ثم انتدب لجرد مكتبة الشيخ علي النوري ومخطوطاتها فقام بعمله أحسن قيام ،فكلف بفهرسة مكتبة الشيخ الجريدي التي أهدتها الوزارة إلى صفاقس فكان في مستوى المسؤوليةً،،،،وهو مع كل ذلك كان يكتب ويؤلف وينشر ،فقد نشر مقالات وبحوثا في إذاعة تونس ،وفي إذاعة لندن وفي مجلة الفكر ،ولما تأسست إذاعة صفاقس انضم إليها منتجا وواصل وتواصل معها إلى آخر يوم من حياته ،،،ولما أصيب بمرض في رجليه وقطعت رجلاه طبيا إلى حد الركبتين أكمل عشر سنين من حياته وهو على سرير العزم والصبر يحقق مخطوطات ويؤلف كتبا منها كتاب (تراجم المؤلفين التونسيين في خمسة أجزاء عز نظيره ،،،،،أكرمه الله ببنات وأبناء بررة ،وأكرمته بلدية صفاقس مرتين كما أكرمته الدولة التونسية بعد وفاته بأن أسندت له الجاظئزة الوطنية في الآداب والفنون ،،،واعترافا من ولاية صفاقس بمكانته الفكريةًفقد بعثت بعد وفاته مشروع جائزة محمد محفوظ الثقافية للفكر والفن تسند كل سنة لاثنين من أهل الفكر والفن بصفاقس ،،،،وتم تنفيذ المشروع سنوات ،،،ولكن ،،،،بكل أسف توقفت ً،،،،،،وفي سنة 1988 ودع دنيانا جسدا وبقي فينا روحا وفكرا ،،،،رحم الله العلم الباحث محمد محفوظ ولكم حق الإضافة والتعليق ،