ملف أفارقة جنوب الصحراء، القنبلة الموقوتة…فتحي الجموسي
للأسف خسرنا سنوات عديدة وفات الأوان للتعامل مع ملف أفارقة جنوب الصحراء بمعادلة يمكن التوفيق فيها بين الحفاظ على المصلحة الوطنية واحترام القيم الانسانية والاخلاقية و الأعراف الديبلوماسية فرغم نداءات الكثيرين وتحذيراتهم المتكررة من خطورة هذا الملف الا ان الحكومات المتعاقبة لم تتفاعل معها بجدية وخيرت ترك كرة الثلج تسير وتكبر وتتضخم أكثر فأكثر حتى اصبح ايقافها بكل سلمية في حكم المستحيل.
بعض الحكومات في تونس والجزائر حاولت توظيف الملف لصالح بلدانها قصد اخضاع اوروبا لشروطها وطلباتها لكنها فشلت فشلا ذريعا لانه كلما سهلت عبور الافارقة نحو اوروبا كلما تضاعف عدد توافدهم الينا اكثر فأكثر وكلما منعنا عنهم العبور تحولوا من أفارقة عابرين الى أفارقة مستوطنين.
لقد ثبت اليوم ان تواجد الافارقة في تونس ليس عفويا بل تقف وراءه اطرافا دولية لها اجندات خطيرة تهدد أمننا القومي، وثبت ايضا ان تونس ليست فقط ارض عبور لاوروبا بل ارض استيطان.
و الاخطر من كل هذا تأكيد بعض الخبراء في الشأن الليبي ان هؤلاء الافارقة تدعمهم وترسلهم الينا ميليشيات مسلحة سيطرت على غرب ليبيا و على معبر راس الجدير وعلى قاعدة الوطية العسكرية الجوية والتي لا تبعد عن الحدود التونسية سوى 27 كلم لتحولهم الى سلاح ضد تونس قادرين على بث الفوضى داخل المدن لاجبار قواتنا الامنية والعسكرية على الانسحاب من مراقبة الحدود و الاتجاه نحوهم للسيطرة عليهم قصد فتح الطريق والحدود لهذه المليشيات للتسلل الى تونس و الجزائر.
خوفي ان نصل الى حد يتنافى والقيم الانسانية والذي لا تبقى لنا فيه الا معادلة وحيدة للتعامل مع هذا الملف هي معادلة الوجود، فإما نحن وإما الأفارقة.
خوفي كل خوفي أن تتعكر الأمور أكثر فأكثر فيصبح مصير وجود هذا الطرف رهين نهاية واندثار الطرف الثاني والعكس ايضا صحيح، فإما ان نفجر كرة الثلج والا فإنها ستسحقنا.
خوفي وللحفاظ على ارواحنا ان نكون مجبرين على تحويل عبورهم لاوروبا مستحيلا وتحويل ظروف بقائهم بيننا الى جحيم.