ملف بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية أعدّه بالذكاء الاصطناعي مهدي الجندوبي

ملف بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية أعدّه بالذكاء الاصطناعي مهدي الجندوبي

21 ديسمبر، 21:16

(تمّ إعداده كلّيا بما في ذلك العناوين والعناوين الفرعية،بصفة تجريبية اعتمادا على إجابات تطبيقه الذكاء الاصطناعي ChatGPT شات جي بي تي، بهدف إثارة النقاش في الوسط المهني وبين القراء، حول استعمال الذكاء الاصطناعي في العمل الصحفي وما يطرحه من تحديات وإشكاليات. التطبيقة المستعملة هي أبسط نسخة ومتداولة مجانيا وهناك تطبيقات متطوّرة بالاشتراك)

يوم اللغة العربية هو احتفال عالمي يُقام في 18 ديسمبر من كل عام، تزامنًا مع قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1973 بإدخال اللغة العربية ضمن لغاتها الرسمية ولغات العمل. تُقام في هذا اليوم فعاليات متنوعة للاحتفاء بالتراث العربي والمساهمات التي قدمتها اللغة العربية للحضارة الإنسانية.

اللغة العربية في العالم: واقع معقّد وتحديات متجددة

يُشكّل اليوم العالمي للغة العربية مناسبة سنوية للتوقف عند وضع واحدة من أعرق اللغات الإنسانية وأكثرها انتشاراً. فالعربية ليست مجرد وسيلة تواصل، بل رافعة للثقافة والمعرفة وهوية الشعوب في المنطقة العربية وخارجها. ورغم حضورها التاريخي وقيمتها الرمزية، فإن الواقع اللغوي اليوم يكشف مفارقات واضحة بين الامتداد الجغرافي الكبير وبين التحديات العميقة التي تعترض سبل تطويرها.

لغة واسعة الانتشار… ولكن بحضور غير متوازن

تُعدّ العربية لغة رسمية في أكثر من عشرين دولة، ويستخدمها مئات الملايين في الحياة اليومية. كما تحظى بمكانة مميزة كلغة دينية وثقافية، وتنتشر في الجامعات والمراكز البحثية حول العالم. غير أن هذا الانتشار ما يزال غير متوازن: ففي مجالات العلوم والبحث والتكنولوجيا، ما يزال المحتوى العربي محدوداً مقارنة باللغات الكبرى الأخرى، وهو ما يحدّ من قدرة الدارسين والباحثين على إنتاج المعرفة بلغتهم الأم.

ثنائية الفصحى واللهجات: ثراء أم عائق؟

من الخصوصيات التي تميّز العربية وجود فجوة بين الفصحى واللهجات المتداولة. ولئن يُمثّل هذا التنوع رصيداً ثقافياً مهماً، فإنه يطرح صعوبات في التعليم والإعلام وصناعة المصطلحات. فالطالب ينتقل بين لغتين في اليوم الواحد، مما يضعف اكتساب المهارات اللغوية، ويؤثر في قدرته على التعبير والكتابة السليمة، ويعمّق الهوّة بين لغة المدرسة ولغة الحياة اليومية.

التعليم… الحلقة الأضعف

يُجمع متخصصو التربية على أن العربية تعاني من مشاكل مرتبطة بأساليب تدريس تقليدية تركز على الحفظ بدل بناء الكفايات. أضف إلى ذلك نقص تكوين المعلّمين على مناهج معاصرة تجمع بين القراءة النقدية والكتابة الإبداعية وصناعة النصوص. كما تشهد المجتمعات العربية تراجعاً ملحوظاً في معدلات القراءة لدى الشباب، ما يؤثر مباشرة في سلامة اللغة وقدرتها على التجدد.

الترجمة والمصطلحات… بين الجهد والتشتت

رغم جهود التعريب والترجمة في العديد من البلدان، ما تزال الفجوة كبيرة بين سرعة التطور العلمي وبين قدرة المؤسسات العربية على مواكبة المصطلحات الجديدة. ويؤدي غياب قاعدة موحدة للمصطلحات إلى تعدد الترجمات وتناقضها، وهو ما يربك الباحثين ويحدّ من إمكانيات اعتماد العربية في النشر العلمي الحديث.

التكنولوجيا… فرصة ضائعة

تُعدّ الرقمنة أحد أهم التحديات التي تواجه العربية حالياً. فعلى الرغم من توفر منصات عربية كثيرة، فإن المحتوى الرقمي العربي يظل ضعيفاً مقارنة بلغات أخرى. كما تواجه اللغة العربية صعوبات تقنية مثل ضعف دعمها في برامج المعالجة الآلية للغات، وقلة البيانات اللغوية المتاحة للذكاء الاصطناعي، ما يجعل تطوير تطبيقات قوية بالعربية أمراً بالغ الصعوبة.

الإعلام والثقافة الشعبية

تسجّل الأعمال الدرامية والأدبية العربية حضوراً لافتاً في السنوات الأخيرة، إلا أن الاستهلاك المتزايد للمحتوى الأجنبي المترجم يجعل اللغة العربية أقل حضوراً في الفضاءات الثقافية الشبابية. ويحتاج القطاع الإعلامي إلى إعادة النظر في سياساته التحريرية، والرهان على لغة واضحة ومبسطة وجاذبة دون التفريط في قواعد الفصحى.

السياسات اللغوية… غياب التنسيق

تعاني اللغة العربية من غياب رؤية إقليمية مشتركة للسياسات اللغوية. فبين دولة وأخرى، تختلف مناهج التدريس، وتتباين مكانة العربية في الإدارة والبحث العلمي والإعلام. هذا التشتت يجعل من الصعب بناء منظومة لغوية عربية متناسقة وقادرة على مواجهة التحديات العالمية.

نحو مستقبل لغوي أكثر صلابة

إن حماية العربية وتطويرها ليسا مسؤولية المؤسسات التعليمية وحدها، بل هو مشروع ثقافي شامل يتطلب تعاوناً بين الحكومات والجامعات ووسائل الإعلام والمجتمع المدني. ومن أبرز الخطوات الضرورية اليوم:

تحديث مناهج التعليم وتدريب المدرّسين.

إنشاء مراكز إقليمية موحدة للمصطلحات والترجمة.
دعم إنتاج المحتوى العلمي والثقافي بالعربية.
الاستثمار في التقنية والذكاء الاصطناعي بالعربية.
تشجيع المبادرات التي تحفّز القراءة لدى الأطفال والشباب.
خاتمة
تظل اللغة العربية قوة ثقافية كبيرة، لكن مستقبلها مرتبط بمدى قدرتنا على تحويلها إلى أداة للمواكبة والإبداع والابتكار. ويوم 18 ديسمبر هو مناسبة للتأكيد أن العربية ليست تراثاً فقط، بل مشروعاً حضارياً يحتاج إلى عمل واعٍ ومستمر ليبقى حياً ومؤثراً في عالم سريع التغيّر.

ملاحظة:
هذا رد تطبيقة ChatGPT شات جي بي تي، على السؤال التالي:
بمناسبة اليوم العالمي للاحتفال باللغة العربية يوم 18 ديسمبر، أريد أن اكتب مقالا حول وضعية اللغة العربية، مع تقديم نظرة شاملة تصف وضع اللغة العربية على مستوى العالم وتتوقف عند مجموعة من المشاكل والتحديات التي تواجهها اللغة العربية. شكرا.

ثنائية الفصحى واللهجات: ثراءٌ لغوي أم عائق تواصلي؟

تُعدّ العلاقة بين اللغة العربية الفصحى واللهجات المحلية إحدى أكثر القضايا اللغوية إثارة للنقاش في العالم العربي. فالفصحى تُعدّ الوعاء الموحِّد للثقافة والهوية والكتابة والفكر، بينما تمثّل اللهجات اللسان اليومي الحيّ الذي يتطوّر بسرعة ويعبّر بمرونة عن الواقع الاجتماعي. وبين هذين القطبين تتشكل علاقة مركّبة تجمع بين الثراء والتوتر في آن واحد.

  1. حجج المتمسكين بالفصحى

يرى دعاة الفصحى أنّ:

اعتماد اللهجات في التعليم يُضعف القدرة على القراءة والكتابة ويُربك المتعلمين.
الفصحى تمثّل هوية موحّدة عابرة للدول العربية، في حين تقود اللهجات إلى التشظّي.
العاميات غير مقنّنة وغير مستقرة، وتتغير من جيل لآخر.
هذه الحجج تظهر بوضوح في مواقف معظم الأكاديميين والمجامع اللغوية وفي السياسات التعليمية الرسمية.

  1. حجج الداعين إلى اعتماد اللهجات

على الطرف المقابل، يدعو آخرون إلى:

إدخال العامية في السنوات الأولى من التعليم بحجة أنّ الطفل يتعلم بلغته الأم أولاً ثم ينتقل تدريجياً إلى الفصحى.
استخدام اللهجة في بعض المواد التثقيفية والإعلامية لسهولة الفهم.
الاعتراف بأن الإنتاج الدرامي والغنائي والأمثال الشعبية القائمة على اللهجات جزء أساسي من الذاكرة الثقافية العربية.
هذا التيار يبرز خصوصاً لدى بعض الباحثين في اللسانيات الاجتماعية والمبدعين في المسرح والسينما.

  1. تجارب عربية في التعامل مع العامية

مصر
تمتلك مصر أطول تاريخ في تدوين العامية، بدءاً من شعر بيرم التونسي وصلاح جاهين، إلى القواميس الشعبية مثل “معجم اللغة العامية المصرية” لفاروق عاطف.
ظهرت دعوات كثيرة لتدريس اللهجة المصرية في الابتدائي، لكنها بقيت محدودة وغير رسمية.

تونس
تشهد تونس اهتماماً متزايداً بتوثيق “الدارجة”، أبرزها مبادرة “معجم الدارجة التونسية” التي أطلقها باحثون مستقلون.
في الإعلام تُستخدم الدارجة بشكل كامل، بينما تبقى الفصحى لغة الصحافة المكتوبة والتعليم.

المغرب
أُنتج “قاموس الدارجة المغربية” الذي يوثّق آلاف الكلمات.
نشب جدل كبير سنة 2018 حول إدراج كلمات دارجة في الكتب المدرسية، ودافع البعض عن ذلك باعتباره تكريساً للغة الأم.

لبنان وسوريا
حضور واسع للهجة في المسرح والشعر المحكي والغناء، لكن الفصحى احتفظت بمكانة قوية في التعليم الرسمي.
هناك محاولات فردية لإعداد قواميس للمحكي اللبناني والسوري لكنها محدودة التداول.

الجزائر
ظهرت مبادرات لتدوين “الدارجة” و”الأمازيغية” معاً، لكن النقاش ظل مرتبطاً بالهوية والسياسة اللغوية.

  1. هل توجد قواميس عربية للعامية؟
    نعم، وهذه أهمها:

قواميس عامية بارزة
معجم اللغة العامية المصرية – فاروق عاطف.
معجم الدارجة المغربية – عدة باحثين.
معجم الدارجة التونسية (Tunisian Arabic Dictionary) – مبادرات بحثية مستقلة.
قاموس المحكية اللبنانية – مبادرات فرعية.
معاجم اللهجة الخليجية – تراكمات بحثية في السعودية والكويت والبحرين.
هذه القواميس ليست رسمية غالباً، لكنها تعكس تطور الاهتمام الأكاديمي بتوثيق المحكيات.

  1. مقارنة مع لغات أخرى: كيف تعاملت مع الثنائية بين اللغة المعيارية واللهجات؟

العربية ليست استثناءً
ثنائية “لغة معيارية + لهجات” موجودة في لغات كثيرة:

الألمانية
توجد فوارق كبيرة بين “العليا” (Hochdeutsch) واللهجات البافارية والسويسرية.
الحل:
لغة معيارية للتعليم والإعلام، ولهجات محلية في الحياة اليومية دون محاولة توحيدها.

الإيطالية
قبل القرن العشرين كانت اللهجات أقوى من اللغة الموحدة.
الحل:
ترسيخ الإيطالية الرسمية عبر المدرسة والإعلام، مع استمرار استخدام اللهجات بحرية.

الفرنسية
اللهجات الإقليمية (الأوكسيتان، البروتون، الألزاسي) فُرض عليها التراجع بسبب هيمنة الفرنسية المعيارية.
الحل:
لم تعتمد فرنسا اللهجات في التعليم، لكنها شجعت إدماجها في الثقافة والفنون.

الصينية (الماندرين + الكانتونية + الفوجيانية…)
الفوارق بين اللهجات تصل إلى حد اعتبارها لغات مستقلة.
الحل:
ماندرين معيارية للتعليم والإدارة، واللهجات تُحترم وتُستخدم في الإعلام المحلي.

الإنجليزية
العاميات (مثل الإنجليزية الإفريقية-الأمريكية) معترف بها في الدراسات اللغوية، لكن التعليم يعتمد الإنجليزية القياسية.

  1. أين تتجه التجربة العربية؟

يمكن القول إن العالم العربي يتجه نحو حل وسط:
الفصحى تبقى لغة التعليم والإعلام الرسمي.
اللهجات تستمر في الفضاء العام، الدراما، الأغنية، والإعلام غير الرسمي.
زيادة الاهتمام الأكاديمي بتوثيق اللهجات وإعداد معاجم لها.
تزايد القناعة بضرورة تعليم الفصحى بطرق أكثر مرونة تراعي لغة الطفل الأم دون تعويضها.

ملاحظة: هذا رد تطبيقة شات جي بي تي ChatGPT على السؤال التالي:
في مقال سابق أرسلته لي حول اللغة العربية في العالم توقفت عند نقطة ثنائية الفصحى واللهجات ثراء ام عائق، اريد تطوير هذا العنصر والتركيز عليه وحده وإدراج التجربة العربية في التعامل مع العامية، وهناك من يرفضها وهناك على العكس من يطالب بتدريسها، وإذا ممكن نقارن مع لغات أخرى لان العامية موجودة في الكثير من اللغات، فكيف كانت الحلول من لغة إلى أخرى ومن بلد إلى آخر. وبودي اعرف هل هناك تجارب عربية في نشر قواميس اللغة العامية. شكرا.

جدول 10 لغات الأكثر انتشارًا في العالم تقريبًا حسب عدد المتكلّمين (مزيج بين الناطقين الأصليين وغير الأصليين):

(المصدر: تطبيقة الذكاء الاصطناعي ChatGPT شات جي بي تي)

ترتيب اللغة عدد المتكلمين تقريبا بعض الملاحظات الجغرافية أو الاستخدام
1 الإنجليزية ~ 1.5 مليار لغة عالمية في التجارة، التقنية، التعليم والدبلوماسية
2 الماندرين (الصينية) ~ 1.2 مليار اللغة الأكثر عددًا من الناطقين الأصليين في العالم
3 الهندية ~ 609 مليون تستخدم بكثرة في الهند وغيرها؛ واحدة من أهم لغات جنوب آسيا
4 الإسبانية ~ 558 مليون لغة رسمية في دول أمريكا اللاتينية وإسبانيا، وتحظى بانتشار كبير عالميًا
5 العربية (الفصحى / المعيارية) ~ 335 مليون لغة رسمية في العديد من الدول في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
6 الفرنسية ~ 312 مليون منتشرة في أوروبا، أفريقيا، كندا، وغيرها من المناطق
7 البنغالية ~ 284 مليون تُستخدم بشكل كبير في بنغلاديش وبعض أجزاء الهند
8 البرتغالية ~ 266 مليون لغة رسمية في البرازيل والبرتغال وبعض دول أفريقيا (أنغولا، موزمبيق …)
9 الروسية ~ 253 مليون لغة مهمة في أوروبا الشرقية وآسيا الوسطى؛ لها وزن في العلوم والسياسة
10 الإندونيسية ~ 252 مليون تستخدم في إندونيسيا، وهي لغة وطنية رئيسية في أكبر أرخبيل في العالم

قراءة د.عبد اللطيف عبيد في ملف الذكاء الاصطناعي حول الّلغة العربية.
د.عبد اللطيف عبيد
باحث في قضايا اللّغة العربيّة
يتضمّن هذا الملفّ جوابين من الذكاء الاصطناعي / تطبيقة تشات جي بي تي على سؤالين يهمّان اللّغة العربيّة ويطرحان مسألتين أو قضيّتين من قضاياها أولاهما وضعيّة اللّغة العربيّة في العالم العربي والعالم والمشاكل والتحدّيات التي تواجهها، وثانيتها الازدواجيّة اللغويّة في العالم العربي وبالتّالي العلاقة بين العربيّة الفصيحة والعاميات العربيّة. والحقيقة أنّ القضيّة الأولى تتضمّن القضيّة الثانية ، لأنّ الازدواجيّة أي تعايش أو صراع الفصيحة والعاميّة، هي أحد مشاكل اللغة العربيّة وتحدياتها.
وجواب الذكاء الاصطناعي، في هذه التجربة، جواب عادي جدّا ويمكن اعتباره مقبولاً عموماً، خاصّة إذا أخذنا في الاعتبار الحيّز الضيّق الذي لا يتيح الآن إلّا أجوبة مقتضبة تركّز على ما يروج لدى “الرأي العام”، الثّقافي والإعلامي وحتى السياسي، لكن يصعب اعتباره جوابًا علميّا لسانيّا يمكن الاعتداد به والاعتماد عليه في أيّ دراسة علميّة تهمّ قضايا اللغة العربية.

السياسات الّغوية
وفي إطار الجواب الأوّل ورد أنّ اللّغة العربيّة تعيش سبعة تحدّيات كبرى. ونحن نتوقّف عند التّحدي السّابع الذي جاء تحت عنوان: “السّياسات اللّغوية … غياب التّنسيق”. وإنّ الأسطر القليلة التي حاولت شرح هذا التّحدي لم تكن، في رأينا، لا دقيقة ولا موفّقة. لأنّ الغائب فعلاً في العالم العربي ليس التّنسيق وإنّما هو السّياسة اللّغوية التي لا تخدم اللّغة وتطّور معجمها ومصطلحاتها وطرق تدريسها فقط، وإنّما تخدم أيضا المواطن العربي وقضايا تنميته الشّاملة (التّربويّة والعلميّة والثّقافيّة والاقتصادية …) وأمنه القومي بكلّ أبعاده بما في ذلك الأمن اللّغوي.
ويعيش العالم العربي الآن ثنائيّة لغويّة متوحّشة تُفْقر العربيّة وتُقْصيها من المجالات الحيويّة (تدريس العلوم والتّكنولوجيا، النّشر العلمي، المجالات الماليّة والتّقنية … ) فلا يبقى للعربيّة، غالبًا، إلّا المجالات الدّينيّة والأدبيّة والسياسيّة، وبالتّالي يترسّخ في أذهان جلّ المواطنين أنّ العربيّة “لغة ماضويّة” لا تصلح للحياة العصريّة. وهو ما لم يتضمّنه ، بالوضوح اللازم، جواب الذّكاء الاصطناعي الذي لم يرد فيه، على سبيل المثال، مصطلح “التعريب” الذي هو الكلمة المفتاحيّة في أيّ سياسة لغوية تونسيّة وعربيّة.

“شعارات” تجري على ألسنة غير المطلعين
ولهذا التّحدي السّابع، علاقة بالتّحدّي الرّابع الوارد قبله “التّرجمة والمصطلحات … بين الجهد والتّشتّت “، فقد عزا ضعف قدرة المؤسسات العربيّة على مواكبة المصطلحات الجديدة إلى “غياب قاعدة موحّدة للمصطلحات”. وردنا أنّ الذّكاء الاصطناعي، في هذه النّقطة تحديدا، يردّد “شعارات” تجري على ألسنة غير المطلعين والمدققين، في حين أنّ الجهود العربيّة لوضع المصطلحات في كلّ المجالات بلا استثناء قد بدأت مبكرًا منذ النّصف الأوّل من القرن التّاسع عشر في عصر محمّد علي بمصر ثمّ في لبنان وبلاد الشّام وغيرها من الأقطار العربيّة مستفيدة من التّراث المصطلحي العربي العظيم، وأنّ مجامع اللغة العربيّة بدءًا من مجمع دمشق (1920) والقاهرة (1932) وبغداد (1947) وغيرها، وكذلك مكتب تنسيق التّعريب بالرباط، وغيره من الهيئات العلميّة واللغوّية قد وضعت مئات الآلاف من المصطلحات الجديدة الكافية للتعبير العلمي الدقيق باللغة العربية. ونشير إلى أنّ “المعجم الطّبي الموحّد”، على سبيل المثال، يتضمّن أكثر من 140 ألف مصطلح عربي موحّد انطلاقا من الانجليزية والفرنسيّة ويغطى كلّ مجالات الطّب والمجالات المتصلة به.
ونشير أيضا إلى أنّ المصطلحات يوحّدها أساسا الاستعمال الميداني المكثف في التدريس والتّأليف والتّرجمة والإعلام ضمن سياسية لغوية تقوم على تمكين العربية وإعادة الاعتبار إليها.
وفى السّياق نفسه جاءت بعد التّحدّيات السّبعة إشارة إلى خمس خطوات ضروريّة لمستقبل أكثر صلابة منها ” إنشاء مراكز إقليمية موحدة للمصطلحات والتّرجمة” و”دعم إنتاج المحتوى العلمي والثّقافي بالعربيّة” … الخ. وهذه المقترحات عامّة تنقصها الدّقة وتتغاضى عن المنجزات الفعليّة العربيّة.
هذا، وبالإضافة إلى ما في جوابي الذكاء الاصطناعي من عمومية وسطحيّة وترديد لأحكام بل ” شعارات ” غير علمية، فإنّ هذين الجوابيّن قد تضمّنا معلومات قديمة غير محيّنة وغير مواكبة للتّطوّرات والمستجدّات، من ذلك أنّه عند حديثه عن “تجارب عربية في التّعامل مع العاميّة”، قد أشار إلى أنّ تونس “تشهد اهتمامًا متزايدا بتوثيق “الدّارجة” أبرزها مبادرة “معجم الدّارجة التّونسية، التي أطلقها باحثون مستقلون”. ونحن لا علم لنا إطلاقا بهذا المعجم، إلا إذا كان المقصود به “الأطلس اللّغوي التّونسي” الذي أنجزت أقسام منه بإشراف الدّكتور الطّيب البكوش، علما أنّ الأطلس ليس معجما. ويضيف الذّكاء الاصطناعي أنّه “في الإعلام تستخدم الدّارجة بشكل كامل، بينما تبقى الفصحى لغة الصّحافة المكتوبة والتّعليم”. وهذا الرّأي فيه تعميم ومبالغة، لأنّ الإعلام يستخدم الفصيحة أحيانا كثيرة، كما يستخدم ما يسمّى “اللّغة الوسطى” أو “عربيّة المثقفين”. ولا يشير نصّ الذكاء الاصطناعي إلى أنّ بين الفصحى والعاميّة تفاعلا يجعلهما غير متضادين أو متقابليْن في كثير من الأحيان. عموما فإنّ جلّ المعلومات التي قدّمتها هذه النسخة التجريبية من الذّكاء الاصطناعي، عن معاجم العاميّة ناقصة وغير دقيقة، وبالتّالي يصعب الاعتداد بها والاعتماد عليها.

نص مفيد للقارئ المتعجّل
وبخصوص الإحصاءات أورد الذّكاء الاصطناعي أنّ عدد المتكلمين بالعربيّة بين أصليين وغير أصليين هو 335 مليونا. وهذا الرّقم أقلّ من العدد الحالي بكثير، إذ تجاوز عدد سكّان الدّول العربيّة الآن نصف المليار مثلما هو وارد في الإحصاءات العربيّة والدوليّة المعتمدة، إضافة إلى عرب دول إفريقيّة مثل تشاد وعرب المهاجر.

وختاما فإن جوابي الذّكاء الاصطناعي عن السّؤالين المتعلقين بالمشاكل والتحدّيات التي تواجهها اللّغة العربيّة بما فيها العلاقة بين الفصيحة والعاميّات، قد جاءا مقتضبين عامّين، وقد ردّدا الآراء الشّائعة لدى غير أهل الاختصاص، كما لم يسلما من التّسرّع في الحكم والأخطاء في الإحصاء لاعتماده على قاعدة بيانات غير محيّنة ولعلّ ذلك بسبب ضعف المحتوى الرقمي العربي الذي تستمدّ منه تطبيقة “شات جي بي تي” مرجعياتها. ومع ذلك فإنّ القارئ المتعجّل الرّاغب في الحصول على “فكرة عامّة” عن قضايا اللّغة العربيّة الآن سيظفر ببعض مراد.

مواضيع ذات صلة