من اتهام بالميوعة إلى تحمل المسؤولية والاعتداد بالنفس…سارة عبد المقصود
في المعهد الثانوي للبنات..كانت الحياة روتينية جدا..اقصى ما نتفق عليه هو التلاقي يوم الأحد في شارع 100م في حال انتصار النادي الصفاقسي مع الحرص على لباس الأسود والابيض لنذرع شارع 100م..والذي يكون حافلا بالانتصار
كذلك التردد على المكتبة الوطنية لتسلم كتب مطالعة وقد انهيت كتب جرجي زيدان في المرحلة الاولى ثانوي..والويل للفتيات اذا طالبن بكتب السباعي واحسان عبد القدوس اذ ينتصب المسؤول ولقبه فراتي بالصياح والتهديد..الحياة في المعهد كانت روتينية
في الباكلوريا 2 تمت نقلة نحو 20 تلميذة الى معهد الحي موزعات على كل الشعب منهن 5 في شعبة الاداب.
في الحي اكتشفنا حياة تلمذية اخرى.
المدير احمد الزغل اريحي دائما بشوشا ولا يفارقه غليونه
العلاقة بين التلامذة والاساتذة حميمية والحوار معهم متواصل
الحياة الثقافية متطورة..كل مساء جمعة نشاط ثقافي..محاضرات..شعر..ادب..فرقة موسيقية مدرسية
نقطة الضعف هو القيم العام والذي كان الدابة السوداء للبنات..كان يلاحقنا..يتهمنا بالميوعة لأن لباسنا قصير.. ودائما حانق مقطب الوجه عبوسا قمطريرا..ونحاول التواري عنه كلما لمحناه من بعيد.
في مساء جمعة تم تنظيم محاضرة تتعلق بالشباب للاستاذ محمد صالح الهرماسي والذي يهب للحضور له العدد الأوفر للتلامذة.
اتفقنا سويا الفتيات بعدم ارتداء الميدعة وان نتزين لأنها ليست حصة درس.
ألقى الهرماسي محاضرته وسط حضور كبير وبعض الأساتذة والقيم العام او الدابة السوداء
اذكر خاتمة المحاضرة ومناقشتها والتي ظلت عالقة في ذهني لأنها احدثت منعرجا ب180 درجة في علاقتنا بالقيم العام.
اختتم المحاضر بالقول: لنا ثقة كبرى في بعض الشباب الثائر الذي يعمل في صمت.
استفزتني الخاتمة التي وجدتها تتنافى مع الكتب التي كان يمدني بها.
عند مناقشتي له قلت: كيف يمكن للثورة ان تكون صامتة..الثورة صراع وتحطيم ابنية وبناء أخرى..و..و..
اثر الأجوبة خرجنا جميعا من القاعة وكنت رفقة صديقاتي واذا بالقيم العام يلاحقنا وينادي : عبد المقصود..جزعنا وقالت صديقاتي سنترقبك..نادى على اسمك فقط.
اتجهت نحوه قلقة ولكني صدمت لما رأيت اسارير وجهه ضاحكة ويكلمني بحرارة قائلا: ألا ترين بأنك احرجت استاذك..انه سؤال لم يحن وقته..انما انا مرتاح لأن بناتنا مثقفات ومعتدات بانفسهن…
خرجت لصديقاتي وقلت لهن من اليوم اسقطت الميوعة