
من وحي العودة المدرسية….حافظ القسمطيني
بالنسبة لي و اغلب الظن ان ذلك يشمل الاطار الاداري عموما يعتبر افتتاح الموسم الدراسي نهاية مرحلة صعبة متعبة و مضنية الى ابعد الحدود تنطلق تقريبا من منتصف شهر أوت باعتبار انه يتعيّن طلب ملفات التلاميذ القادمين و ارسال ملفات التلاميذ المنتقلين و تسليم ملفات التلاميذ الناجحين في البكالوريا و استقبال مطالب نقل التلاميذ سواء الراغبين في الالتحاق بالمؤسسة او مغادرتها و ضبط عدد الاقسام و اعداد القائمات و انجاز التوزيع البيداغوجي قبل المرور الى المرحلة الاهم و هي اعداد جداول اوقات المدرسين و بقية الاطار التربوي من قيمين و اداريين و محضرين و عملة, بالاضافة الى الاشراف على عمليات الصيانة او الاشغال المزمع القيام بها و توفير مستلزمات العمل من مواد مكتبية و مواد مخابر و اثاث. في حين يكمل المدرسون و التلاميذ و بقية الاطار عطلتهم.
يوم العودة المدرسية موعد هام و محدد لما ستكون عليه السنة الدراسية مع ان الاسبوع الاول يكون دقيقا و متعسرا لما يبديه بعض المدرسين من رغبات في تعديل جداول الاوقات او الاحتجاج على المستويات او الاقسام المسندة, و ما يبديه بعض الاولياء من رغبة في نقلة منظوريهم من قسم الى قسم.
اجتياز هذه المرحلة يعد انجازا و اجتيازا لخطوة هامة الى حين بلوغ الاسابيع المغلقة ثم الامتحانات الوطنية و مجالس الاقسام و التوجيه الى جانب ما يتخلل السنة الدراسية من انشطة ثقافية و دروس دعم او تدارك او دروس خصوصية و مناسبات و تظاهرات تتطلب مشاركة و متابعة.
هكذا يتضح ان ما يعتبر انطلاقا و بداية للبعض هو في الواقع نتيجة و تتويج لعمل مضن انطلق منذ فترة و نحن اليوم لا يسعنا الا ان نهنّئ الجميع بالعودة على امل ان يشهد القطاع التربوي اصلاحا جذريا يرتقي بمردود المؤسسة و يساهم في جودة مردودها لتكون منارة و فضاء يحلو فيه العمل و يفضي الى تحقيق نتائج مميّزة و تعليم جيّد و مناخ طيّب يسود فيه الاحترام و تستعيد فيه المؤسسة هيبتها و المربي مكانته و التلميذ و الولي انتظاراتهم و طموحاتهم.
مرّت سنوات عن مغادرة الوظيفة او بالاحرى الرسالة ليبقى هذا اليوم في الذاكرة كل سنة و في كل عودة و الامل ايضا في كل مرة اننا أدّينا ما علينا و قدّمنا لهذا الوطن ما طلب منّا.