موقع الصحفيين التونسيين بصفاقس… 15 عاما من الإشعاع والتألق
ذات 8 فيفري 2008، تأسس موقع الصحفيين التونسيين بصفاقس في وقت كانت فيه الجرائد الإلكترونية نادرة وفي وجود صحافة ورقية قوية في ذلك الوقت وفي ظل مناخ يكبت الحريات وفي زمن كانت الإنترنت فيه أقل انتشارا بين الناس من الآن وفي ظل ضعف الإمكانات المادية… تأسس هذا الموقع رغم كل هذه الصعوبات لأن الإرادة كانت حاضرة.. إرادة لإعلام حرّ ونزيه يتحدّث عن مشاغل الجهة ويقدّم المعلومة الحينية بشكل خفيف مقتضب لا يثقل على القارئ..
موقع تجاوز المحلية والاهتمام بقضايا الجهة ليقدّم أهم الأخبار الوطنية والعالمية والحوادث والمتفرقات ومستجدّات الرياضة والثقافة بل تجاوز ذلك كله إلى مقالات الرأي التي قد تغوص في مسائل فلسفية وثقافية عميقة بالإضافة إلى تعبيرها عن هواجس الناس السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية ممّا أهّل هذه الجريدة الإلكترونية لتكون من صانعي الوعي ومكوّني الرأي العامّ ولكن دون كثرة تعقيدات وفي إطار خفيف ينسجم مع الإعلام الإلكتروني… مقالات منتظمة تصدر كل نصف ساعة أو أقل تتابع المستجدات المحلية والعالمية.. وكان الحرص على النزاهة ونبل الرسالة الصحفية مرافقا للحرص على اللغة العربية السليمة بعيدا عن الركاكة والابتذال…
موقع لا يدّعي العصمة من الخطأ ولكنه يعمل بإخلاص وبضمير حيّ ويصحّح المعلومة إن لزم الأمر.. موقع قاوم صعوبات اقتصادية كبيرة خاصة أثناء الكورونا بالإضافة إلى بعض المؤامرات التي تُحاك للنجاح والناجحين… وقد نجح الموقع في جلب القرّاء من صفاقس ومن ولايات أخرى بل إن لديه متابعين أوفياء من خارج حدود الوطن.. وقد تجاوز عدد المتابعين 440 ألفا وعدد المعجبين 427 ألفا على الصفحة الرسمية للفايسبوك والذين يتعدّى عددهم الجملي نصف مليون لو احتسبنا أوفياء الصفحات القديمة…
اكتساب ثقة القرّاء ليس أمرا هيّنا في ظل الطفرة الحاصلة في وسائل الاتصال الحديثة وكثرة المنافسين ولكن هذه الجريدة الإلكترونية تمكّنت من افتكاك مكانها ومكانتها على الساحة بجدارة وكثيرا ما تعلن قنوات تلفزية ومواقع إلكترونية أخرى عن أخبار نشرها موقع الصحفيين التونسيين بصفاقس وبعضها لا يذكر المصدر بأمانة ! هذا النجاح نتيجة عمل مضن من رئيسي التحرير وديع السيالة وحافظ كسكاس اللّذَيْن يصلان الليل بالنهار ويقطعان أنشطتهما من أجل العناية بالموقع الذي يساهم فيه ثلّة من المحرّرين المتألقين..
موقع يفسح المجال لكل الآراء ولا يتدخّل في أفكار الكاتبين.. موقع تجاوز سن الرشد ليبلغ مرحلة الشباب والقوة والنشاط… 15 سنة من الامتياز لا شك أنها ستتدعّم وتتحسّن أكثر.. كل عام والموقع وقرّاؤه بألف خير.
سامي النيفر