نبض مهاجر: أهلا سفينة النهضة ….سليم مصطفى بودبوس

نبض مهاجر: أهلا سفينة النهضة ….سليم مصطفى بودبوس

12 أكتوبر، 21:10

انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي وفي وسائل الإعلام هذه الأيام صور ومقاطع فيديو توثّق حالة استثنائية لوجه مدينة صفاقس، نعم أقول استثنائية لأنني وقد أدركت عقدي السادس لم أر يوما مثل هذه الصور الجميلة لمدينة يحلو فيها العيش وتهفو النفس لها ولمن فيها، ويشتاق البعيد عنها إلى كل شبر منها…
مدينتي التي غرقت في بحر النفايات طيلة سنتين أو يزيد… محيط المدينة العتيقة ولا سيما “باب الجبلي” الذي غصّ بالانتصاب الفوضوي لتجار صغار وكبار… نافورة باب الجبلي التي تحوّلت في الصيف الماضي إلى مرقد للمهاجرين الأفارقة غير الشرعيين من جنوب الصحراء… باب البحر وجه المدينة الأول الذي لا وجه له… كل ذلك عنه وعنها أتحدّث.
صفاقس التي داستها يد التخاذل وخانها المسؤول قبل عون النظافة المأمور، ها هي اليوم تظهر كأجمل ما يكون استعدادا لوصول سفينة النهضةRenaissance السياحية.. بعد أن كادت تغرقها سفينة النهضة السياسية وأخواتها…
لا شكّ أن الجميع قال في سريرته قنديل باب منارة يضوي ع البراني” إذْ لم يقع ما وقع من تنظيف وعناية بوجه “باب بحر” و”باب الديوان” و”باب القصبة” و”باب الجبلي” وكامل ” البلاد العربي” إلا استعدادا لهذا القادم الأجنبي المرحّب به على الدوام.نعم تطهّرت المدينة من أدرانها، وتغيّر وجهها،بعد أن نفّذت فيها أكثر من حملة نظافة وتمّت مقاومة الانتصاب الفوضوي …وجرى التخلّص من أفارقة جنوب الصحراء …كل هذا بفضل سفينة النهضة السياحيةRenaissance التي غيّرت عقلية المسؤولين، وأكّدت بما لا يدع مجالا للشك أنه بإمكاننا أن نفعل إذا توفرت الإرادة الصادقة.
لذا فإنّ المجتمع المدني في صفاقس وبعد أن رأى ما رأى أخذ يطالب بأن يرى صفاقس دوما هكذا.. فهذا أحد المواطنين، صوت كل مواطن في صفاقس، يهدّد قائلا: ” لو ترجع نصبة واحدة بعد الباخرة سنعتبرها خيانة جهة صفاقس، وأضاف: “أنا كمواطن من حقي ندخل لباب الجبلي هو هكا بدون نصب و فوضى و مناظر مزرية و نطالب فتح بحث تحقيقي فى كل شخص عمل عقود كراء ….واللي يحب يخدم يكري محل…..وهذه الرسالة هي من مواطن إلى المسؤول الأول على تسيير ولاية صفاقس”.
وصلت الرسالة إلى المسؤول. وأنت أيها السائل؛ ماذا عنك؟ أنت عزيزي المواطن، لا تنس أنّ واجبك المواطني يحتّم عليك قبل غيرك المحافظة على نظافة هذه المدينة وأن لا تتعلّل بغيرك الذي لا يلتزم بنظافتها، وإنما عليك أن تكون قدوة في خدمة المدينة، ولنا على ذلك خير مثال” المواطن الأيقونة السيد فريد مقني أطال الله عمره ومتّعه بالصحة، هذا “الفريد” الذي وهب وقته لنظافة شاطئ الكازينو فغيّر بإرادته الفردية ما عجزت عنه حكومات وأحزاب وجمعيات ومؤسسات…
أخي المواطن أنت قادر بوعيك وإرادتك أن تكون “فريد مقني” وأن تكون أيقونة لمدينتك… فلا تتخلّ عنها مهما تخلَّوْا عنها.

مواضيع ذات صلة