نجيبة  المعالج دربال  تكتب  لكم  عن  التواضع

نجيبة المعالج دربال تكتب لكم عن التواضع

16 افريل، 16:00

قال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: « من تواضع لله رفعه الله » رواه مسلم ، وقال صلّى الله عليه وسلّم: « إن الله أوحى إليّ أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد ولا يبغي أحد على آخر» رواه مسلم ، وقال صلّى الله عليه وسلّم : « لا يدخل الجنّة من كان في قلبه ذرة من كبر » رواه الترمذي وابن ماجة.

وعن أنس رضي الله عنه أن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم (مرّ على صبيان فسلّم عليهم) متفق عليه. فرسولُنا قُدوتُنا وأسوتنا الحسنة ، كان صلّى الله عليه وسلّم متواضعا جدا لا يعتريه كبر ولا بطر على رفعة قدره وعلو منزلته، يخفض جناحه للمؤمنين ولا يتعاظم عليهم، ويجلس بينهم كواحد منهم، ولا يعرف مجلسه من مجلس أصحابه لأنه كان يجلس حيث ينتهي به المجلس ويجلس من خلف ويجلس بين ظهرانيهم فيجيء الغريب فلا يدري أيّهم الرّسول حتى يسأل عنه. فالفضائل والقيم والمُثل والأخلاق هي الّتي تجعل للأمة قيمة دونها كل ذهب الأرض، ومن هنا فإن الأخلاق في الأمة هي سلاحها الّذي لا يُقاوم، وعلى هذا تميّز المُسلمون الأوّلون بالأخلاق التي فلحُوا بها وسادوا لأنهم اِلتزموا عبادة الله واتّقوه حق تقاته. فبالأخلاق كان الصحابة الكرام ينهضون بالمُجتمع الإسلامي، وبالأخلاق رفرفت رايتهم على جميع بقاع الأرض كيف لا وهُمْ المتخرجون من مدرسة الرّسول الكريم عنوان الخلق العظيم. وعن عائشة رضي الله عنها أنه كان متواضعا جدًا فكان يرقع ثوبه ويخصف نعله ويخدم في مهنة أهله، لم يكن متكبرًا، ولا متجبرًا، كان أشد الناس حياءً وحلما وأناة وتسامحا. وإليكم هذه الأدلة : دخل على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم رجل فهاب أن يكلّمه فقال له الرّسول صلّى الله عليه وسلّم: “لا تخف هوّن عليك إنّما أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد”الطبقات الكبرى لابن سعد . ومرّ يوما صلوات الله عليه على قوم وأرادوا الوقوف له إجلالا واحتراما فنهاهم وقال لهم: “لا تقوموا كما يقوم الأعاجم يعظم بعضهم بعضا” .رواه اْبو داود. ولما أحس صلّى الله عليه وسلّم بأنّه راحل عن الدنيا بعد أن أتم الله نعمته على المؤمنين وأكمل لهم دينهم، صعد المنبر وقال: “يا أيّها النّاس من كُنتُ جلدتُ له ظهرا فهذا ظهري فليستقدمني، ومن كنت شتمت له عرضا فهذا عرضي فليستقدمني، ومن أخذت له مالا فهذا مالي فليأخذ منه ولا يخشى الشحناء، فهي ليست من شأني” السنن الكبرى للبيهقي . (ويوم تصدّى له غوث بن الحارث ليقتله وشهر السيف عليه وقال له من يمنعك مني يا محمد؟ فقال صلّى الله عليه وسلّم : “الله” فسقط السيف من يده، فأخذه رسول الله صلّى الله عليه وقال له : “من يمنعك منّي؟” فقال غوث: كُن خير آخذ . فقال : “تشهد أن لا إلاه إلا الله وأني رسول الله ؟ قال : لا ولكني أعاهدك ألا أقاتلك ولا أكون مع قوم يُقاتلونك ، فعفا عنه وخلى سبيله ، وعاد غوث إلى قومه وقال لأصحابه: جئتكم من عند خير الناس) .

نسأل الله حسن الأخلاق والعمل بما يُحب ويرضى في رمضان وغير رمضان ، يا ربّ علمنا أن نتواضع بين الناس وأن نحبهم كما نحب أنفسنا، علّمنا أن نحاسب أنفسنا كما نحاسب النّاس، وعلّمنا أن التسامح أكبر مراتب القوة وأن الانتقام أوّل مراتب الضعف ولا تجعلنا نصاب بالغرور إذا نجحنا.

اللّهم إذا أعطيتنا تواضعنا فلا تأخذ منا اعتزازا بكرامتنا وإذا أساء الناس إلينا فامنحنا شجاعة العفو، وإذا أسأنا للغير فامنحنا شجاعة الاعتذار واجعلنا من العافين المتواضعين آمين.

مع تحيات نجيبة المعالج دربال .

مواضيع ذات صلة