هل تخفي إسرائيل مأساتها في غزة خلف دخان الصواريخ الإيرانية؟…اشرف المذيوب

هل تخفي إسرائيل مأساتها في غزة خلف دخان الصواريخ الإيرانية؟…اشرف المذيوب

21 جوان، 21:15

في السياسة، لا شيء يحدث صدفة. وفي الحروب، ليست كل النيران موجّهة للعدو… بعضها موجهٌ للكاميرا، وبعضها الآخر لحجب الحقيقة.
ومنذ أن دوّت الصواريخ الإيرانية في سماء تل أبيب، وتصدّرت الأخبار عناوين العواصم، غابت غزة عن الواجهة. لا حديث عن الأطفال تحت الركام، ولا عن الأمهات الثكالى، ولا عن المستشفيات التي تُقصف، ولا عن الماء الذي انقطع، ولا الدم الذي لم يجف.
فهل جاءت الحرب الإيرانية الإسرائيلية صدفة؟
أم أن تل أبيب وجدت فيها فرصة ذهبية لستر ما يحدث في الجنوب؟
🔥 حرب الشمال… وجرائم تُطمس في الجنوب
بينما كانت الطائرات المسيّرة والصواريخ تتبادل الطيران فوق الجولان والناصرة، كانت غزة تحترق بصمت.
في كل يوم من أيام هذه “الحرب الكبرى” التي شغلت العالم، كانت غزة تُقصف، ولكن دون أن ترد في نشرات الأخبار.
في 7 يونيو، بينما كانت وسائل الإعلام الغربية تحلل “دقة الردع الإيراني”، كانت جثث 34 فلسطينيًا تُنتشل من تحت الأنقاض، بينهم جراحون، أطفال، ومسنون.
📰 تغطية إعلامية منحازة… أم سياسة مقصودة؟
الإعلام العالمي، بتقنياته ونجومه، ركّز عدسته على “المواجهة التاريخية” بين إسرائيل وإيران.
ولم يتحدث أحد عن المستشفيات التي دُمّرت في غزة، عن 4000 شهيد، عن شعب يموت بالبطيء وتحت الحصار.
فهل هذه تغطية عشوائية؟
أم أن هناك من أراد تحويل الأنظار عمداً؟
الإعلام اليوم لا ينقل فقط… بل يصنع الرأي العام.
والسكوت عن غزة هو مشاركة ضمنية في دفنها، تحت أنقاض الكاميرا.
🎭 اللعبة القديمة… تشتيت العقول لإطالة الجريمة
ليست هذه أول مرة تُستعمل فيها الحروب كغطاء.
كم من مرة اندلعت معارك كبرى، فقط لتمرير قرارات سياسية أو إخفاء مآسٍ إنسانية؟
إسرائيل تدرك جيدًا أن استمرار التركيز العالمي على غزة يعني مزيدًا من الضغط السياسي والأخلاقي.
ومجرد انتقال البوصلة نحو حرب “أكثر إثارة”، مع دولة كبرى كإيران، كفيل بأن يُنسي الشعوب ما يحدث في ذلك الشريط الساحلي المحاصر.
❓ سؤال لا بد أن يُسأل:
هل اختارت إسرائيل التصعيد مع إيران الآن، في هذا التوقيت، لصناعة “دراما استراتيجية” تُلهي العالم عن جريمتها المستمرة في غزة؟
وهل تورّط بعض الإعلام العربي في لعبة “النجومية الصاروخية” جعلنا ننسى أن غزة لا تزال تنزف، وأن الأطفال هناك لا يزالون يُدفنون دون كفن ولا ضوء؟
❤️‍🩹 غزة لا يجب أن تُنسى
في النهاية، تبقى الحقيقة واضحة:
هناك أطفال يموتون في غزة… حتى وإن لم تذكرهم نشرات الأخبار.
هناك نساء تُدفن أحلامهن تحت الركام… حتى وإن لم تُبث صرخاتهن.
وإذا كانت الحروب تصنعها الدول، فالضمائر يصنعها الناس.
وغزة، رغم الصمت، ستبقى شاهدًا على من صمت، ومن خان، ومن باع الحقيقة في سوق المصالح.
🖋️ لنتذكّر دائمًا:
في كل حرب، لا تسأل فقط: من أطلق النار؟
بل اسأل أيضًا: من أراد لهذه النار أن تُخفي شيئًا أكبر؟
غزة تحترق… ولكننا نرى.

مواضيع ذات صلة