وسط صفاقس المكتظّة : ليت لدينا أكثر من مئة متر حرّة

إحساس غريب انتابني لأول مرة في صفاقس عندما كنتُ مارّا في المئة متر مساء.. لأول مرة أرى مكانا واسعا وحرّا وسط المدينة.. لأول مرة أرى هدوءا وسكونا نسبيا.. لأول مرة أرتاح نسبيا في مكان في قلب صفاقس.. لأول مرة لا تزعجني العربات والأصوات والاكتظاظ والاختناق حتى بين البشر أنفسهم رغم أن البلدية مدعوّة لمراقبة بعض الدراجات النارية التي تمر من هنا متجاوزة القانون ومخترقة هدوء هذا المكان وسكينته.. هذا المكان قد لا يكون في أحسن حالاته عند وجود بعض الصخب نحسبه تنشيطا، وقد لا يكون في أبهى صوره عندما تكثر الحركة.. ليته يكون متنفّسا لكل من يريد الراحة وسط البلد.. وليت البلدية تعمل على الإكثار منه.. إن من مقومات كل مدينة هو وجود الساحات العامة والأماكن الواسعة حيث يرتاح السكان أو يجتمعون في تظاهرات هامة وحتى الرومان كان لديهم ذلك ويسمونه “فوروم”.. ليت لنا أكثر مساحات خضراء وأكثر ساحات شاسعة وأقل عربات وأقل ضجيجا.. ليت لنا أكثر من مئة متر حرّة وساكنة في مدينة المليون ساكن ! 

 سامي النيفر