بورقيبة  والصفاقسية  والبحر.. بقلم : مَحمد  التركي

بورقيبة والصفاقسية والبحر.. بقلم : مَحمد التركي

20 جويلية، 11:30

دون مقدمات ولا اطالة ولا لف ولا دوران انما بالحجة والبرهان بورقيبة كان يكره الصفاقسية منذ فترة الاستعمار الفرنسي وتضاعف كرهه لهم بعد أن أصبح الحاكم بأمره في تونسنا الجميلة .
بورقيبة كان يكره الزعيمين فرحات حشاد والهادي شاكر وغيرهما من مناضلي الجهة ، الشهيدان حشاد وشاكر كانت لهما شعبية واسعة في ربوع تونس وكان هو يخشى على شعبيته من الهزّات والوهن.
اكد بورقيبة كرهه للصفاقسية بأن حرم رجالها الأكفاء من كراسي كتاب الدولة والوزراء وحتى الولاة إلا ما قل وندر

أذكر أنه عيّن المناضل المرحوم عبد المجيد شاكر كاتب دولة للفلاحة ثم عزله ونفاه سفيرا لتونس في البلدان الإسكندينافية لأنه رفض ان تساهم بلدية صفاقس وكان هو رئيسها بالتوازي مع منصبه الحكومي _ على خلاف ما هو معمول به حاليا _ رفض ان تساهم بلدية عاصمة الجنوب بمنابها في احتفالات بورقيبة بعيد ميلاده بالمنستير طوال شهر أوت من كل سنة .


مربط الفرس ان بورقيبة لكثرة ما يكره الصفاقسية غرس في حواشي شواطئها الغالية مصنعين كيمياويين خطيرين هما السياب SIAPE و ن/ ب / ك NPK فحرمهم مدى الحياة من مياه البحر .


ما زلت أذكر والذكرى ناصعة إلى اليوم حين كنت أتردد في صباي على شواطئ فاريو VÉRIO وحشاد والكازينو ،كانت تلك الشواطئ مَقصد أهالي صفاقس صيفا ومُتنَفسهم مياهها نظيفة صافية كالبلّور ،ذاك الحرمان جعل الصفاقسية يتسللون إلي شواطئ عديدة يقطعون مئات الكلمترات متحملين المتاعب والمصاريف وأخطار الطريق .


إن مدينتي صفاقس لم تتمتع بمليم واحد من مردود المصنعين الكيمياويين المذكورين ، إذ إن ريعهما ذهب إلى غيرها في حين حصدت هي السرطان وسلسلة جبال الفوسفوجيبس الخطرة وهي منذ عقود جاثمة في مكانها تذروها الرياح إلي أنوف أهالي صفاقس وحلوقهم .


إن شواطئ ولاية المهدية كالشابة والغضابنة والخمارة وسلقطة ورجيش والمهدية ذاتها هي الأقرب إلى صفاقس تُرى هل يقدر الرئيس قيس سعيّد أن يُضمّد جراح الصفاقسية بإنشاء طريق سيارة تربط بين صفاقس والمهدية مرورا بمدينة الشابة لمساعدتهم على التنقل إلى الشواطئ المذكوة والتخفيف من متاعبهم ومن أخطار الطريق فضلا عن اختصار الوقت ؟!

مواضيع ذات صلة