صفاقس تُردّد في حسرة : “رُبَّ ضارة نافعة”… بقلم : مَحمد التركي

صفاقس تُردّد في حسرة : “رُبَّ ضارة نافعة”… بقلم : مَحمد التركي

23 جويلية، 15:30

أعود بإيجاز إلى المنشَأتين  الكيمياويين اللتين نصبهما بورقيبة على حواشي شواطئ صفاقس لا لأتحدث عن صب سمومهما في البحر وما نتج عن ذلك وعن أكوام الفوسفوجيبس من أمراض خبيثة أتت على جيلين ومازالت تأتي ولكن لأثير مسألة في غاية الخطورة وهي أين ذهب رَيع السياب والآن بي كا ؟ فحصادهما لا يقدّر : أموال حجمها خيالي لأن مهمتهما تكرير الفسفاط ومشتقاته سائلة وصلبة كالبخارة والفسفور والأسمدة الرفيعة ثم تُصدر وإلى الآن عبر ميناء المدينة المنكوبة.
العقل الراجح يقول : يجب أن يوزع حصادهما على كامل ولايات البلاد بالعدل والقسطاس من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب لكن مع الأسف المرير ثلاث أو أربع ولايات ساحلية تمتعت بمردود siape / NPK بُنيت لها المطارات والطرقات السريعة آنذاك وغيرها كالملاعب الرياضية المجهزة والمتروات التي تسير فارغة، وصفاقس صاحبة الفضل كان نصيبها الحرمان والموت إذ لم يشهد مطارها الصغير توسعة منذ نشاته وملعبها ظل حقيرا وطرقاتها مشوهة سمعنا بمشروع تبرورة منذ عقود ولم نر شيئا ولو تم تجهيزة فبحره تبقى فيه رواسب NPK غير صالح للسباحة ولو بعد مئات السنين وسمعنا بذر الرماد على العيون كالمترو والملعب الرياضي و . . .

جوهر الموضوع في مقالنا اليوم مَن انتفع بأموال صفاقس المسروقة التي كان يجب أن تنتفع بها كامل ولايات الجمهورية ؟
إن الشخص القادر على الإجابة هو وزير الاقتصاد الأسبق في عهد الوزير الأول الفذ الهادي نويرة طيّب الله ثراه إنه منصور معلى أطال الله عمره وقد فرضه نويرة على بورقيبة فرضا لكفاءته ففي فترتهما أي نويرة ومعلى بلغت نسبة النمو أقصاها خمس عشرة نقطة في حين نبحث الآن عن نقطة أو نقطتين .
أطالب بإلحاح من المحترم منصور معلى أن ينير سبلنا ضمن موقع الصحفيين بصفاقس كما ألتمس منه أن يرشدنا إلى المجرم الذي رفض صفقة بيع الفوسفوجيبس إلى الصين لتبقى جاثمة تتفرج على البحر منذ ستة عقود .
ما بوسع صفاقس إلا أن تحوقل وتضيف : “رب ضارة نافعة” .

مواضيع ذات صلة