صمت الرئيس وأخطاءه القاتلة. بقلم أحمد الحباسى كاتب وناشط سياسى.

صمت الرئيس وأخطاءه القاتلة. بقلم أحمد الحباسى كاتب وناشط سياسى.

8 ماي، 15:30

لم يعد ممكنا مزيد الصمت على أخطاء الرئيس قيس سعيّد و لم يعد ممكنا أن نثق فى رئيس يسيّر البلاد بطريقة  مجهولة و يستغل وظيفته  للقبض على كل مقاليد الحكم  و إصدار مراسيم  لا يدرى أحد دوافعها أو  جدواها في وقت يحتضر الاقتصاد و تعيش تونس حالة موت سريريه معلنة . ربما يظن الرئيس أن الشعارات وحدها كفيلة بتنويم  حاسة التقييم لدى المواطن و أن شعار ” النظافة ” الذي يسوقه بعض مناصريه قد يكون السيف الذي سيواجه به خصومه الهلاميين و الذين يبقى تحديد هويتهم بدقة في انتظار توضيح من رئاسة الجمهورية.

السيد الرئيس ظاهرة خطيرة و شخص نحتاج حقا  لدراسات طبية و نفسية و اجتماعية لنحصل على تقييم علمي لقدراته على تسيير البلاد و ما تطرحه تسريبات مكالمات رئيسة ديوانه السابقة السيدة نادية عكاشة  لعله قد شكل زلزالا سياسيا  من الممكن أن يكون له تداعيات خطيرة على الأمن القومي.

 لعل الخطاب الأخير للسيد نورالدين الطبوبى الأمين العام لاتحاد الشغل  قد جاء في وقته  لإشعار الرئيس و بمنتهى الوضوح بأنه لم يعد بالإمكان  مواصلة العبث بمصالح الدولة و استغلال الوضع للاستحواذ الغير الشرعي على كل مقاليد الحكم   لكن من الواضح أن هناك ما يمنع الرئيس من تقويم  خط سيره السياسي  و هذا المانع يمكن أن يكون مرضيا أو  مستشارا متآمرا تم دسّه في محيط الرئيس كما تم مع رئيسة ديوانه الغامضة و التي تتولى يوميا  بعد استقالتها مهمة ضرب مؤسسة الرئاسة قبل ضرب قدرات الرئيس القيادية .

في هذا السياق لا يمكن تجاهل أنه و بمجرد تكليف هذه السيدة ارتفعت أصوات تشكك في ذمتها و في نزاهتها و بكونها ستكون سيدة القصر القادرة على تنفيذ سياسة جهات أجنبية  متآمرة . لذلك نطرح السؤال من أتى بهذه السيادة و ما  هي حقيقة الأدوار التي قامت بها و هل كان لها تأثير سواء على مستوى  العقم السياسي للرئيس في السنة الأولى لحكمه أو  على مستوى قرارات ليلة 25 جويلية 2021 أو غيرها من القرارات المبهمة .

بعد خطأ ” انتداب ” السيدين الياس الفخفاخ و هشام المشيشى و ما نتج عن ذلك من ضرر فادح لمؤسسات الدولة و بعد خروج بعض المستشارين من القصر في ظروف غامضة و بعد مسرحية السم القاتل الذي  كانت السيدة نادية عكاشة طرفا فيها  جاء دور التسريبات الهاتفية الأخيرة  ليقيم الدليل القوى على أن الرئيس لا يتميز بالحنكة و  الخبرة و الحدس و الفراسة في الاستعانة بالأشخاص الذي يعينهم في المواقع الحساسة للدولة و لعل اللغط الذي يحيط  بتعيين ولاة تونس و بنزرت و بن عروس خير دليل على هذا الفشل . 

إن  ما يحدث داخل عقل الرئيس و داخل مؤسسة الرئاسة غير واضح أو قابل للفهم و لعل الجميع اليوم يقفون عند القناعة بأن المكينة الرئاسية معطلة و  لا ينفع معا إصلاح خاصة في ظل  إصرار  الرئيس على إتباع  سياسة ” معيز و لو طاروا ” .

مواضيع ذات صلة