قيس سعيّد كلاكيت أول مرة … بقلم أحمد الحباسى كاتب وناشط سياسي
لعل هناك من يريد إقناعنا بأن فوز السيد قيس سعيد في الانتخابات الرئاسية التونسية يعّد ظاهرة انتخابية تستحق الدراسة و التمحيص و لعل هناك من يبحث عن إدخالنا في الحيرة و الشك و لكن من الثابت أن هذا الفوز قد تدخلت فيه أبالسة التضليل الإعلامي و تجار الأقنعة السياسية المختلفة و بعض محللي الفضائيات الذي امتهنوا الرجم بالغيب و تفسير الأحلام السياسية و الضرب على الدف بغير مناسبة ، نعم نقرّ أن فوز السيد قيس سعيد قد مثل حدثا بارزا و مثيرا للاهتمام لكنه حالة إفراز طبيعية لجو و مناخ انتخابي متعفن بلغ ذروته بترشح بعض الهمزة اللمزة عاشر درجة مثل السيد حمّة الهمامى و الصافى سعيد و محمد عبّو ممن سقطوا في السابق لكنهم لا يزالون يصرون على ركوب ظهر الثورة لعلهم يصلون إلى كرسي وثير يقيهم نار و لهيب المساءلة القضائية و ترشح بعض الأصفار المكعبة الذين لا يملكون من الرصيد و المؤهلات الانتخابية إلا بعض الجمل البالية التي يحاولون أن يصنعوا منها برنامجا انتخابيا دون جدوى .
نحن لا نريد إطلاق النار على أحد و لا نبحث من البداية عن كسر جدار الشك و الحيرة و لا يهم أن نقنع البعض أو نجلب امتعاضهم ، نقول هذا ليس من باب بث خطاب اليأس و الإحباط لأننا ندرك بالمعاينة و الدليل أن هذا الشعب قد اغتصبوا ثورته بحيث لم يعد يهمه من تنجب أو من ستلد أو من ستعاشر في السنوات القادمة ، هذا الشعب الذي انتخب السيد قيس سعيد من المؤكد أن أغلبه لا يدرى لماذا انتخبه و هل سيكون بإمكانه أن يغير و هناك من يريد أن ينكر أو يتنكر لكونه قد انتخب أو ساقه البعض لتلك الخلوة دون أن يكون واعيا بما بحدث أو بمن انتخب، لقد استمع القوم إلى الرجل و خرجوا كما دخلوا فيهم من صدقه و من تشكك فيه و فيهم من سيناصره مجددا و فيهم من سيخذله لكن من المؤكد أنه لا أحد من هؤلاء قادر على فهم ما حصل ، المصيبة و الكارثة أنه قد خرج علينا نزر قليل بعد ليلة 25 جويلية ليعلن ميلاد زعيم من العدم .
من خاصيات و أسرار الانتخابات أنها تفرز ظواهر انتخابية يصعب تحليلها أو دراستها و في كل مرة تتكاثر القراءات و التحاليل و ضربان الودع و لعل الثابت أن الرئيس الحالي قد قادته الصدفة المحضة إلى قصر قرطاج دون تخطيط مسبق و أنه لا أحد بإمكانه أن يتهمه بأن وجوده اليوم بذلك المكان قد كان عن سابق إصرار أو ترصد . هي الظروف كده ، على رأى أغنية الفنانة الراحلة السيدة وردة الجزائرية ” هي الليالي كده ” ، و إذا أعطاك العاطى لا تشاطي لا تباطى على رأى الفنان الشعبي الهادي حبوبة و إذا جاءت تجيبها سبيبة و إذا مشات تقطّع السلاسل و لذلك لا تحاولوا اختراع العجلة من جديد بالادعاء الكاذب بأن نجاح السيد قيس سعيد هو نجاح معلن أو نجاح مخطط له بعناية . هذا الرجل هو رئيس الصدفة بامتياز و هذا الرجل لا تنطبق عليه مؤشرات التحليل و لذلك يجد البعض اليوم و على رأسهم الشيخ راشد الغنوشى صعوبة بالغة في استكشاف داخله و منطقه و توجهاته و سيبقى الحال على ما هو عليه إلى حين يفعل الله أمرا كان مفعولا .