قيس سعيّد كلاكيت أول مرة … بقلم أحمد الحباسى كاتب وناشط سياسي

قيس سعيّد كلاكيت أول مرة … بقلم أحمد الحباسى كاتب وناشط سياسي

25 نوفمبر، 22:00

  لعل هناك من يريد  إقناعنا بأن   فوز  السيد قيس سعيد في  الانتخابات الرئاسية التونسية  يعّد ظاهرة انتخابية تستحق الدراسة  و التمحيص و لعل هناك من يبحث عن إدخالنا في الحيرة و الشك و لكن من الثابت أن  هذا الفوز قد تدخلت فيه أبالسة التضليل الإعلامي و تجار الأقنعة  السياسية المختلفة و بعض محللي الفضائيات الذي امتهنوا الرجم بالغيب و تفسير الأحلام السياسية و الضرب على الدف بغير مناسبة ، نعم  نقرّ أن فوز السيد قيس سعيد قد  مثل حدثا  بارزا و مثيرا للاهتمام لكنه  حالة إفراز طبيعية لجو و مناخ انتخابي متعفن بلغ ذروته بترشح بعض الهمزة اللمزة  عاشر درجة  مثل السيد حمّة الهمامى و الصافى سعيد و محمد عبّو  ممن سقطوا في السابق لكنهم لا يزالون يصرون على ركوب ظهر الثورة لعلهم يصلون إلى كرسي وثير  يقيهم  نار و لهيب المساءلة القضائية و ترشح بعض الأصفار  المكعبة الذين  لا يملكون من الرصيد و المؤهلات الانتخابية إلا بعض الجمل البالية  التي يحاولون أن يصنعوا منها برنامجا انتخابيا  دون جدوى .

 نحن لا نريد إطلاق النار على أحد و لا نبحث من البداية عن  كسر جدار  الشك و الحيرة  و لا يهم أن نقنع البعض أو نجلب امتعاضهم  ، نقول هذا ليس من باب بث خطاب اليأس و الإحباط  لأننا ندرك  بالمعاينة و الدليل أن  هذا الشعب   قد  اغتصبوا ثورته بحيث لم يعد يهمه من تنجب أو من ستلد أو من ستعاشر في السنوات القادمة ،  هذا الشعب الذي انتخب السيد قيس سعيد من المؤكد أن أغلبه لا يدرى لماذا انتخبه و هل سيكون بإمكانه أن يغير  و هناك من يريد أن ينكر أو يتنكر  لكونه قد انتخب أو ساقه البعض لتلك الخلوة دون أن يكون واعيا بما بحدث أو بمن انتخب،  لقد استمع القوم إلى الرجل  و خرجوا كما دخلوا  فيهم من صدقه و من تشكك فيه و فيهم من سيناصره مجددا و فيهم من سيخذله لكن من المؤكد أنه لا أحد من هؤلاء قادر على فهم ما حصل ، المصيبة و الكارثة أنه قد خرج علينا نزر قليل بعد ليلة 25 جويلية ليعلن ميلاد زعيم من العدم  .

من خاصيات و أسرار الانتخابات أنها تفرز ظواهر انتخابية يصعب تحليلها أو دراستها و في كل مرة تتكاثر القراءات و التحاليل و ضربان الودع  و لعل الثابت أن الرئيس الحالي قد قادته الصدفة المحضة  إلى قصر قرطاج دون تخطيط مسبق و أنه لا أحد بإمكانه أن يتهمه بأن وجوده اليوم بذلك المكان قد كان  عن سابق إصرار أو ترصد . هي الظروف كده  ، على رأى أغنية  الفنانة  الراحلة السيدة  وردة الجزائرية ” هي الليالي كده ” ، و إذا أعطاك العاطى لا تشاطي لا تباطى على رأى الفنان الشعبي  الهادي حبوبة و إذا جاءت تجيبها سبيبة و إذا مشات تقطّع  السلاسل  و لذلك لا تحاولوا اختراع العجلة من جديد  بالادعاء الكاذب بأن نجاح السيد قيس سعيد هو  نجاح معلن أو نجاح مخطط له بعناية .  هذا الرجل هو رئيس الصدفة بامتياز و هذا الرجل لا تنطبق عليه  مؤشرات التحليل و لذلك يجد البعض اليوم و على رأسهم الشيخ راشد الغنوشى صعوبة بالغة في استكشاف داخله و منطقه و توجهاته و سيبقى الحال على ما هو عليه إلى حين يفعل الله أمرا كان مفعولا .

مواضيع ذات صلة