اقول هذا و انا اتألم بشدة …الصادق شعبان

اقول هذا و انا اتألم بشدة …الصادق شعبان

9 ماي، 22:00

… الإفلاس على الأبواب و الوباء يضرب الجميع…نُذَلْ مرة أخرى و صندوق النقد الذي كان يعتبرنا المثال أصبح يعتبرنا غير جديين متحيلين غير صادقين فيما نقترح من حلول …بلغنا الأقصى في التداين … مئة مليار دينار اي كل ما ننتجه في سنة … نحتاج هذه السنة إلى 12 مليار دينار لدفع جزء من ديون سابقة حان وقت إرجاعها و 13 آخرين لمجابهة نفقات جديدة … 80 % من الميزانية …سوف نرجع ديونا لا نعرف أين صرفت و كيف … لا بأس سوف نتفق على موظفين انتدبوا خارج الحاجة و وظفوا لأسباب مختلفة … لا بأس سوف ننفق على مؤسسات عمومية يتحمل المواطن فلسها.. حوالي 80 مؤسسة … لا بأس…يزداد ألمي و ألمكم لاننا لم نفعل شيئا لحد الان ..يزداد الألم لأننا لن نقدر قريبا على فعل اي شيء . فالانتخابات بعيدة، و الاحزاب متناحرة ، و المشهد المتعفن لن يتغير اذا بقي الدستور هو الدستور و التمثيلية النسبية كما هي تشتت و تصلب التنافس ..هل لم يبقي امامنا سوى العصيان و اكتساح الشوارع ؟ لا اريد التفكير في هذا …يزداد حزني و انا ارى الأطفال لا يدرسون ، و التعليم في المنزل هو تسكين غير جدي لا أدوات لاغلبهم و لا استمرار في الدروس و لا حرفية في التعليم عن بعد… كان لنا في السابق 100 الف متسرب من المدرسة في السنة ، و الان اغلبهم يتسربون …يزداد حزني و انا ارى النقابة تواصل سياسات انتهى عهدها و لا تأخذ الأمور بجدية حتى يسقط السقف على الجميع ..يزداد حزني و انا أرى المسؤولين في اي مستوى لا يجتمعون لمجابهة الكارثة و إنما يتخاصومن مهما كانت نتائج الكارثة ..أين مجلس الامن القومي الذي أتى به الدستور ؟ اذا لم يلتق الان فمتى يلتقي يا ترى ؟ اذا كانت الكوارث الحالية ليست من مسؤوليته فعلى اي شيء أخطر هو مسؤول ؟ إلى رئيس الجمهورية ، انت الوحيد الذي له المسؤولية الأولى لسلامة البلاد و ضمان وحدها و استمرار الدولة الوطنية …كفانا خطابات عصماء و زيارات رمزية…كن مترفعا على كل ما يقال ، و كن مؤمنا يان دورك الاول هو في اوقات المحن، و كن واثقا فيما تفعل ، و اجمع كل الناس … انت رئيس كل التونسيين ليس لك خصم اليوم و غدا ما دمت رئيسا … كل الناس يستجابون لك إذا جاءهم النداء ، مسؤولون و خبراء…اترك من لا يأتي، فليس له طريق آخر و سوف يلحق بالركب …خذ القرارات اللازمة و القرارات اتي تنقذ البلاد حتى لو كانت القرارات مؤلمة …فليس هناك جراحة عميقة دون آلام ….اذا لم نساعد أنفسنا نحن لن يساعدنا الغير … لا قطر و لا الإمارات و لا تركيا و لا امريكا و لا فرنسا و لا المانيا و لا أحد… كله ذر علل الأعين و ما ياخذه باليمين يسترجع باليسار…الان نحن في أزمة قاتلة …ألم تقرأ ما معنى حالة الطوارىء …هذه هي حالة الطوارئ …الناس لا يخافون الطوارى و انما يخافون الهلاك الجماعي …لن يرفض احد ما هو نافع حقا للبلاد …الحلول الاقتصادية و الاجتماعية على الرفوف … موجودة مفصلة مرتبة …خذ القرارات اللازمة في ضوء ما يقوله الخبراء … هذا اذا أردت تفادي الشارع …ثم أيضا اذا اردت الشارع مساندا فهو معك …لكن لا إقصاء لاحد في تونس ..الاقصاء فقط لمن أراد ان يقصي نفسه : اما انه لم يحترم مدنية الدولة و اما انه لم يحترم قيم الجمهورية و اما انه أراد الابقاء على مؤسسات عمومية للابتزاز … اجمع مجلس الأمن القومي … اتخذ قرارات عاجلة لتحقيق الاستقرار للبلاد و لانهاء الوباء بيد من حديد … و قرارات أخرى للتخفيف من عبء النفقات و لترشيد التصرف … بما في ذلك إعادة هيكلة المؤسسات العمومية تدريجيا و تطهير الوظيفة العمومية دون ظلم الناس … و قرارات أخرى ضرورية لتبديل النظام الذي قيد اقتصادنا و أجّج الخلافات بيننا و ذلك بإعادة كتابة الدستور و بتعديل نظام الانتخاب …كل شيء معروف عند الناس …ما يلزم هو : القرار و التنفيذ ..كفانا خطابات و شعبويات …الطبقة السياسة الان لم تعد تمثل الشعب فعلا … مجلس الأمن القومي اذا اجتمع بكل مقوماته يعرف أين يسير و ان مساره بثبات …في الانتخابات القادمة ، و في إطار دستوري جديد و تمثيلية انتخابية عادلة ، تخرج البلاد من المأزق …تونس لها كفاءات متميزة .. انما هذه الكفاءات مبعدة مهمشة لا تترك لها فرصة المشاركة و لا العمل بحماس ..المانيا ضربتها حرب كبرى دمرت كل ما فيها الا الإنسان… عاد ذلك الإنسان من الرماد و خلق المانيا جديدة …وضعنا اليوم إلى حد ما وضع المانيا بعد الحرب…لنا ما تبكي عليه الشعوب : النخب …نحتاج فقط إلى ما تحتاجه الأمم للصعود : القيادة القوية و القرار الرصين …

مواضيع ذات صلة