الاستعراض لا يفيد شيئا في الحرب ضد الكوفيد…الازهر  التونسي

الاستعراض لا يفيد شيئا في الحرب ضد الكوفيد…الازهر التونسي

19 جويلية، 18:30

تابعت الأخبار المتداولة على وسال الإعلام الجلسة الطارئة التي انعقدت في مقر وزارة الصحة في الليلة الفاصلة بين السبت و الأحد الماضيين للنظر في موضوع التزود بالأوكسجين في المؤسسات الاستشفائية التي تشكو نقصا حادا في هذه المادة الحيوية بالنسبة للمرضى و بقطع النظر عن مخرجات الجلسة و التي أشرف عليها رئيس الحكومة و التي سأتحدث لاحقا عن بعضها فإن عقد هذا الإجتماع و قد أصبح الوضع حرجا و مهددا لحياة المصابين هو دليل على سوء التنظيم وعدم الاستعداد الجيد لأن ادراك هذه المرحلة لم يكن مفاجئا بحكم معرفة المتوفر من المادة و علاقته بالحاجيات لذلك أرى أن هذا الاجتماع أتى متأخرا جدا و له صبغة دعائية سياسوية لا تفيد المرضى في شيء و يسيء للحكومة و رئيسها الذي كان في نزهة في الحمامات و كان من المفروض أن يقتصر نشاطه هذه الأيام على مجابهة الوباء و أن لا يغادر العاصمة إلا اضطرارا أمر الآن للحديث عن أحد مخرجات الإجماع وهو تسخير المصحات الخاصة وهو اجراء استعراضي بامتياز إذ لم يحدد آليات التسخير و تراتيبه هذا من ناحية و من جهة أخرى فإلى علمي فإن هذه المصحات لا تنتج الأوكسيجين و تتزود به من المزودين الذين يزودون المستشفيات العمومية و بالتالي فاحتياطي الأوكسجين المتوفر لديها قد يؤدي لانفراج الأزمة لساعات و لا يحل المشكلة التي تتفاقم يوما بعد يوم بحكم تزايد عدد المرضى و الحل الصحيح و الناجع بعيدا عن الاستعراض هو تكثيف التوريد و احداث وحدات انتاج بصفة عاجلة و من الاستعراض أيضا خبر ورد في النشرة الرئيسية للتلفزة الوطنية مفاده انتاج كميات من الأوكسجين من قبل شركة الفولاذ و بالتمعن تبين أن هذه الشركة كانت و لا زالت تنتج الأوكسجين و تزود به أحد الموزعين حينئذ ليس هناك زيادة في المنتوج الوطني بما يمكن من التصدي للنقص الفادح في حاجيات البلاد في هذا الظرف الوبائي الحساس و مما ورد في بلاغ رئاسة الحكومة حول انعدام خطة اتصالية لدى وزارة الصحة هو أيضا من باب الاستعراض ليس إلا فقد كان من الضروري إحداث لجنة وطنية لمجابهة الكورونا برئاسة رئيس الحكومة تكون في حالة انعقاد دائم و لها ناطق رسمي هو المخول الوحيد للحديث عن تطور الوضع الوبائي بالبلاد و اجراءات المتخذة لمجابهته في ما عدا ذلك هو ارتجال و تخبط يعكس ما تعيشه الحكومة من عجز بائن في مواجهة الأزمة في الختام أتمنى الشفاء العاجل لكل المصابين و أن يحفظ الله التونسيين و كل عام و انتم بخير

مواضيع ذات صلة