التعليم والكورونا : تذبذب في القرار وتخوّف من الأخطار

التعليم والكورونا : تذبذب في القرار وتخوّف من الأخطار

15 سبتمبر، 09:30

يعود التلاميذ اليوم إلى مقاعد الدراسة وقد اختارت وزارة التربية بموافقة ضمنية من الطرف الاجتماعي التخلي عن نظام الأفواج والعودة إلى نظام القسم الواحد وهو قرار في ظاهره جيد وفي باطنه خطير.. كلنا يعلم اكتظاظ الأقسام حيث يتجاوز عدد التلاميذ في بعضها ال40 بالإضافة إلى عدم تقيد الفئات الصغرى وخاصة الأطفال دون 12 سنة بالبروتوكول الصحي… كان على أصحاب القرار الإعداد له مسبقا بتعميم التلاقيح على التلاميذ والإطار التربوي رغم أنها قد لا تكون حلا سحريا وكان عليهم أن يشترطوا عدم تجاوز 22 تلميذا في القسم الواحد آنذاك قد يصبح القرار سليما.. حتى بيداغوجيا وبعيدا عن الوباء يستحيل على الأستاذ أن يتواصل جيدا مع المتعلّمين حين يتجاوز عددهم 22 كما يصعب على هؤلاء أن يستوعبوا الدرس في ظروف جيدة مع الاكتظاظ.. تزداد دهشتنا حين نستمع إلى تحذيرات من موجة قادمة للوباء القاتل فهل علينا أن ننتظر الكارثة حتى نعدل عن قراراتنا ؟ أمر غريب إذا علمنا أن السلط قرّرت تمديد الحصة الواحدة حتى 14 سبتمبر في الإدارات مع إدخال عدد محدود من المواطنين فهل سيتبدّل الوضع كليا يوم 15 سبتمبر بعودة الإدارات بنظام الحصتين مع عودة جميع التلاميذ بنظام القسم الواحد… لماذا لم يقع التدرج في ذلك مثل عودة الأقسام النهائية في مرحلة أولى ثم الأقسام الأخرى لاحقا حين نتأكد من سلامة الوضع ؟ لماذا يشترط الجامعيون العمل عن بعد رغم أنهم يدرّسون في قاعات كبرى وفي ظروف مريحة وليس لديهم احتكاك كبير بالطلبة كالخروج إلى السبورة وإصلاح الكراسات بشكل دوري وتفقدهم عن قرب… ألا يحس أساتذة الابتدائي والثانوي وتلاميذهم أنهم من الدرجة الثانية أمام هؤلاء ؟ حق الدراسة مضمون ولكن حق الحياة مقدّس ولقد فجعنا كثيرا في السنة الفارطة ولا نريد أن نرى ذلك الموت الجماعي من جديد علما أن هذه العودة المكثفة لن تضر بالمتعلمين والإطار التربوي فحسب بل بكل المجتمع وذلك في وسائل النقل والمقاهي والمطاعم وغيرها من المحلات… رغم كل هذا نقول كل عام والأسرة التربوية بخير ويحيا العلم الذي لا بديل عنه ولكن في ظروف صحية لائقة.

سامي النيفر

مواضيع ذات صلة