السيد الرئيس رجاء … دولة كاملة بين يديك  مصير شعب كامل… الصادق شعبان

السيد الرئيس رجاء … دولة كاملة بين يديك مصير شعب كامل… الصادق شعبان

9 أكتوبر، 21:02

… كل الرؤساء في كل الديمقراطيات يدرسون كل كلمة و يستشيرون عند كل قرار… كلما ارتفع الإنسان في المقام كلما عظمت امامه المسؤولية … أصبح يمثل دولة لها اسم و يتكفل بمصير شعب يريد دائما المزيد و الأفضل … أضحى المسؤول مسؤولا فعلا و أصبح الحر الطليق مقيدا … لم يعد من حقه ان يلبس ما يريد …

و لا ان يذهب أينما يريد … و لا آن يلتقي بمن يريد … و لا ان يقول ما يريد … و لا ان يقرر ما يريد … السيد الرئيس … رجاء … تونس في وضع لا يتحمل اي عبء اخر … لا داخلي و لا دولي … بل بالعكس تونس تحتاح إلى من يساعدها من الداخل و نحن مستعدون … و إلى من يساعدها من الخارج و كثيرون مستعدون … حطموها في عشر سنوات … أضاعوا أطفالها في عشر سنوات … شردوا قياداتها السياسية و الادارية في عشر سنوات … كفى هذا … تونس كانت تسير في أفضل طريق …

الاخطاء التي حصلت كانت أخطاء أفراد اما أخطاء العقد الأسود فكانت أخطاء نظام … ارجع إلى تونس كيف كانت … و اتبع تقاليد الدولة الوطنية التي تميزت في العالم و حصلت على أعلى المراتب و كانت تتشرف ان تكون التلميذ النجيب … لان تونس كانت ذلك التلميذ الذي لا يفتخر بثروة ابيه فليس لابيه ثروة و انما يفتخر بنجاحه الشخصي .. و كان يترقب في كل امتحان ثلاثي الكلام الجميل الذي يطمئنه و يحثه على مواصلة النجاح … وكالات الترقيم لم تكن ابدا ضد تونس … و لا الصناديق المالية … و لا دافوس.. و لا كبار المستثمرين … هؤلاء شركاء لنا جميعا …

كل كلمة طيبة منهم تساوى المليارات … و كل كلمة سيئة منهم تكلفنا المليارات … راجع ثمن الاقتراض على مدى التاريخ و سوف تعرف أهمية الترقيم و الترتيب …الأعداء كنا نعرفهم … رفعوا شعارات و ارتبطوا بمرتزقة و ما زالوا إلى اليوم يتحكمون و يتدخلون و ينتشرون في المحاكم باسم الديمقراطية الكاذبة و الحرية الكاذبة و العدالة الكاذبة .. بورقيبة و بن على كانوا يستشيرون و يستمعون … يعرفون ان قوة تونس هي في علاقاتها و في صداقاتها … راس مال تونس قليل لكنه صعب امتلاكه … فهو السمعة و حسن القيادة … بورقيبة و بن علي …

اكتفي بهؤلاء لأني لم ار من يستحق هذه الصفة بعدهم …و الأمل فيك … قلت بورقيبة و بن علي يميزون فعلا بين الصديق و بين العدو … بين المواقف التي تظهر السيادة و بين المواقف التي تخلّف الذل … انت لا ينقصك شيء عنهم … نظافة يدك و صدق وطنيتك تؤهلك للسير في الطريق الحسن … نحن الان في منتصف الطريق… العودة قاتلة و الوقوف فتّاك … كل التونسيين يريدون الوضوح …كل العالم ينتظر الوضوح … هم شركاء و الشريك يريد ان يتعرف على شريكه و ان يطمئن إليه.. لا سير بدون نور … لا سير بدون معالم على الطريق… تسيير دولة أمر معقد … و حمل ثقيل … و كل خطأ في هذه المرحلة يكلفنا الكثير … لا المال فقط … انما الأمن و الاستقرار الذين هما أثمن مكسب مكننا من بناء المجتمع و بناء الاقتصاد على مدى خمسين سنة … “الشعب يريد” … نعم الشعب يريد … لا يمكنه إلا أن يريد… و يريد الكثير.. يريد الكل … لكن الشعب لا يحقق شيئا ما لم تكن له قيادة تعرف كيف تحقق له ما يريد… و هنا المشكلة، و هذا هو لبّ السياسة … كيف نرتب الأولويات و كيف نوفر التمويل … كيف نختار بين زخم الطلبات و كيف نحسن ادارة المتناقضات … انه علم كامل… هياكل و إجراءات… مجالس و إدارات و احزاب و منظمات و لوبيات … و انت خير العارفين … من easton إلى powell إلى dahl … سيدي الرئيس.. اخي و صديقي … تونس أمانة… و العبء ثقيل … و كما تقول انت : التاريخ يسجل …

مواضيع ذات صلة